المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ثالثا: اضطراب الأصنام ونداء الذئب]

صفحة 101 - الجزء 1

  أين علمن بي هؤلاء، فاشتد⁣(⁣١) بي الأمر فأخذني المخاض فولدت محمدا ÷ فلما خرج من بطني درت فنظرت إليه، فإذا أنا به ساجد قد رفع اصبعيه إلى السماء كالمتضرع المبتهل⁣(⁣٢).

[ثالثا: اضطراب الأصنام ونداء الذئب]

  قال: وكان عبد المطلب ليلة إذ في جوف الكعبة يرم منها شيئا، إذ سمع تكبيرا عاليا: الله أكبر الله أكبر رب محمد المصطفى وإبراهيم المجتبى، ألا إن ابن آمنة الغراء قد ولد وقد انكشفت⁣(⁣٣) عنا سحائب الغمة إلى الرحمة، ثم اضطربت الأصنام وخرت على وجوهها⁣(⁣٤).

  فقال عبد المطلب: فدهشت، ثم خرجت من الكعبة في ليلة مقمرة فإذا أنا بذئب قد وقف بأعلى مكة وهو ينادي بصوت له رفيع عربي فصيح:

  يا آل غالب⁣(⁣٥) ألا فاسمعوا قد جاءكم النور الثاقب الذي به تستبهج الدنيا، فاتبعوه قبل أن تدنوا وتخذلوا، ثم مضى الذئب، وإذا بصوت رفيع من الجبل جبل أبي قبيس⁣(⁣٦): يا آل غالب ألا فاسمعوا لهذا المولود فإنه خيرة المعبود، فطوبى لمن آزره وتبعه ونصره⁣(⁣٧).


(١) في (أ، د): واشتد.

(٢) انظر: السيرة الحلبية (١/ ٤٦ - ٧٨)، طبقات ابن سعد (١/ ٧٨ - ٨٣)، تهذيب ابن عساكر (١/ ٢٨٢ وما بعدها)، السيرة النبوية (١/ ١٦٦ - ١٦٨)، دلائل النبوة للبيهقي (١/ ١٠٢) وما بعدها، الخصائص الكبرى للسيوطي (١/ ٤٥ - ٥٣)، الأمالي الاثنينية (خ)، سيرة ابن هشام (١/ ١٦٦ - ١٦٨).

(٣) في (ب): وقد انكشف.

(٤) في (د): وجهها.

(٥) هم آل غالب بن فهر، بطن من قريش من العدنانية، وهم: بنو غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. انظر معجم قبائل العرب (٣/ ٨٧٥ - ٨٧٦)، تأريخ بن خلدون (٢/ ٣٢٤)، صبح الأعشى للقلقشندي (١/ ٣٥٢).

(٦) جبل أبي قبيس: وقيل: أبو قابوس، وأبو قبيس، اسمان لجبل مكة، ويقال: شيخ الجبال أبو قبيس، وقيل ثبير، انظر: معجم ما استعجم (٣/ ١٠٤٠)، الروض المعطار (٤٥٢).

(٧) انظر: مناقب آل أبي طالب (١/ ٢٩)، السيرة الحلبية (١/ ٦٧ وما بعدها)، طبقات ابن سعد (١/ ٨٠ - ٨٣)، البداية والنهاية (٢/ ٢٥٩ - ٢٧٣)، الأمالي الاثنينية (خ)، دلائل النبوة للبيهقي، والخصائص للسيوطي، ودلائل أبي نعيم.