(فصل: النسك الثالث: السعي بين الصفا والمروة)
(فَصْلٌ: النُّسُكُ الثَّالِثُ: السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا(١) وَالمَرْوَةِ)
  قَدْ سَبَقَ فِي صِفَةِ حَجِّ رَسُولِ اللهِ ÷ الَّذِي رَوَاهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ عَنْ أَبِيْهِ البَاقِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رِضْوَانُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ.
  وَمِنْ لَفْظِهِ: «حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ، اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَفَذَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ #، فَقَرَأَ: {وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِ يمَ مُصَلًّى}[البقرة: ١٢٥]، فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَكَانَ أَبِي يَقُولُ - وَلَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ ÷ -: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ}[البقرة: ١٥٨]: «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ»، فَبَدَأَ بِالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللهَ وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ: مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى، حَتَّى
(١) صار في الطبع يكتب همزة بعد ألف الصفا، وهو علامة أنه ممدود وذلك غلط، فهو مقصورٌ كما في اللفظ القرآني. تمت من المؤلّف (ع).