(فصل: في دعاء عرفة)
  ائْتِ المَوْقِفَ، وَاسْتَقْبِلِ البَيْتَ، فَكَبِّرِ اللهَ تَعَالَى وَهَلِّلْهُ وَاحْمَدْهُ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ÷، وَاجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ؛ فَإِنَّهُ يَومُ مَسْأَلَةٍ، وَلَا تَدَعْ حَاجَةً تُرِيْدُهَا عَاجِلَةً وَلَا آجِلَةً إِلَّا دَعَوْتَ اللهَ بِهَا.
  وَليَكُنْ مِنْ قَوْلِكِ وَأَنْتَ وَاقِفٌ: رَبَّ المَشْعَرِ الْحَرَامِ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، اللَّهُمَّ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلَالِ، وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ. وَقِفْ فِي مَسِيْرَةِ الْجَبَلِ»، إِلَى آخِرِهِ.
  وَفِي (الأَمَالِي) بِسَنَدِهِ إِلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيْهِ البَاقِرِ @ مِثْلُ ذَلِكَ.
  وَقَالَ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ #: «فَإِذَا صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ ارْتَحَلَ فَوَقَفَ فِي أَيِّ عَرَفَةَ شَاءَ، وَيَحْرِصُ أَنْ يَدْنُوَ مِنْ مَوْقِفِ النَّبِيِّ ÷ بَيْنَ الْجِبَالِ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ المَوْضِعِ لِكَثْرَةِ الزِّحَامِ فَيَقِفَ بِأَيِّ عَرَفَةَ شَاءَ مَا خَلَا بَطْنَ عُرَنَةَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ قَالَ: «عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ مَا خَلَا بَطْنَ عُرَنَةَ»».
  قَالَ: «فَإِذَا وَقَفَ ذَكَرَ اللهَ سُبْحَانَهُ، وَتَعَالَى عَلَى كُلِّ شَأْنٍ شَأْنُهُ، وَيُسَبِّحُهُ وَيَحْمَدُهُ وَيُخْلِصُ النِّيَّةَ لَهُ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَرَبُّ آبَائِنَا الأَوَّلِينَ، إِيَّاكَ قَصَدْنَا، وَلَكَ اسْتَجَبْنَا، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِيَّاكَ رَجَوْنَا، وَمَنَّكَ سَأَلْنَا، فَأَعْطِنَا سُؤْلَنَا، وَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِنَا، وَاهْدِ قُلُوبَنَا، وَثَبِّتْنَا عَلَى الْهُدَى، وَآتِنَا تَقْوَانَا، وَلَا تَكِلْنَا إِلى أَنْفُسِنَا،