(فصل: في دعاء عرفة)
  وَتَقَبَّلْ حَجَّنَا، وَلَا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ، وَاقْلِبْنَا لِثَوَابِكَ مُسْتَوْجِبِينَ، آمِنِينَ لِعَذَابِكَ، نَاجِينَ مِنْ سَخَطِكَ، يَا إِلَهَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى نَعْمَائِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى آلَائِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَوْلَيْتَنَا وَأَبْلَيْتَنَا وَأَعْطَيْتَنَا، فَأَمْتِعْنَا بَنَعْمَائِكَ، وَلَا تُزِلْ عَنَّا مَا عَوَّدْتَنَا مِنْ فَضْلِكَ وَآلائِكَ، يَا إِلَهَ العَالَمِينَ.
  وَتَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ مِنَ الدُّعَاءِ سِوَى ذَلِكَ لِنَفْسِكَ وَلِوَالِدَيْكِ، وَيَسْأَلُ اللهَ مَا أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَهُ».
  قَالَ: «وَإِنْ حَضَرَهُ شَيْءٌ فَلْيَتَصَدَّقْ عَلَى مَنْ يَرَى مِنَ الضَّعَفَةِ وَالمَسَاكِينِ»، إِلَى آخِرِهِ.
  (فَصْلٌ): فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَيَنْبَغِي أَنْ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تَخْطُبَ إِنْ كُنْتَ إِمَامًا أَوْ نَحْوَهُ، أَوْ تَسْتَمِعَ الْخُطْبَةَ، وَيَفْصِلَ الخَطِيْبُ بَيْنَ كَلَامِهِ بِالتَّلْبِيَةِ ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، وَيُعَرِّفَ النَّاسَ أَعْمَالَ المَنَاسِكِ، وَيَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، وَالأَوْلَى: أَنْ تَرْتَحِلَ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تَقِفَ عِنْدَ الصَّخَرَاتِ بَيْنَ الجِبَالِ، وَتَنْوِيَ الوُقُوفَ بِعَرَفَةَ لِلْحَجِّ، فَذَلِكَ أَحْوَطُ، وَإِنْ كَانَتْ نِيَّةُ الحَجِّ كَافِيَةً كَمَا سَبَقَ، وَتَتَوَجَّهَ إِلَى القِبْلَةِ، وَعَلَيْكَ بِالتَّوْبَةِ وَالاِسْتِغْفَارِ وَكَثْرَةِ الأَذْكَارِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَتَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ واللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ، مِائَةَ مَرَّةٍ.
  وَتُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، إِلَى آخِرِهِ كَمَا سَبَقَ.