كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(فصل): (في أفضل أنواع الحج)

صفحة 345 - الجزء 1

  وَأَمَّا رِوَايَةُ (الْجَامِعِ الْكَافِي) عَنِ الحَسَنِ بْنِ يَحْيَى @: «أَجْمَعَ آلُ رَسُولِ اللهِ ÷ عَلَى أَنَّ التَّمَتُّعَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ التَّجْرِيْدِ»، فَلَيْسَ فِيْهَا إِلَّا تَفْضِيْلُهُ عَلَى الإِفْرَادِ، مَعَ احْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِالتَّمَتُّعِ: القِرَانَ.

  وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ فِيْهِ عَنْهُ - أَي الحَسَنِ # - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ @ أَنَّهُ قَالَ: «أَفْضَلُ الحَجِّ القِرَانُ لِمَنْ سَاقَ، ثُمَّ التَّمَتُّعُ، ثُمَّ الإِفْرَادُ».

  وَهَذَا الاِحْتِمَالُ أَيْضًا فِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ عَنْ أَهْلِ البَيْتِ $.

  وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَخْتَارَ بَعْضُهُم التَّمَتُّعَ؛ لِكَوْنِهِ أَخَفَّ مِنَ القِرَانِ، وَإِنْ كَانَ عِنْدَهُ أَفْضَل.

  وَاخْتَارَ بَعْضُهُم تَفْضِيْلَ الإِفْرَادِ.

  وَهْوَ تَحْصِيْلُ الأَخَوَيْنِ لِمَذْهَبِ الهَادِي # إِذَا انْضَمَّتْ إِلَيْهِ عُمْرَةٌ بَعْدَ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ، وَهْوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَأَصْحَابِهِ.

  قَالَ النَّوَوِيُّ فِي (شَرْحِ مُسْلِمٍ): إِنَّهُ صَحَّ ذَلِكَ عَنْ جَابِرٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ.

  قَالَ: «وَمِنْ دَلَائِلِ تَرْجِيْحِ الإِفْرَادِ أَنَّ الخُلَفَاءَ الرَّاشِدِيْنَ أَطْبَقُوا عَلَى إِفْرَادِهِ، وَاخْتَلَفَ فِعْلُ عَلِيٍّ ¥».

  قَالَ: «وَأَمَّا الخِلَافُ عَنْ عَلِيٍّ # وَغَيْرِهِ؛ فَإِنَّمَا فَعَلُوهُ لِبَيَانِ الجَوَازِ»، إِلَى آخِرِهِ، أَفَادَهُ فِي (الرَّوْضِ).