كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(فصل): (في أفضل أنواع الحج)

صفحة 346 - الجزء 1

  قُلْتُ: وَقَدْ قَرَّرُوا هَذَا لِلْمَذْهَبِ.

  وَالرَّاجِحُ القِرَانُ؛ لِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ اخْتَارَهُ لِرَسُولِهِ ÷، كَمَا صَرَّحَتْ بِهِ الرِّوَايَاتُ البَالِغَةُ حَدَّ التَّوَاتُرِ. وَفِيْهَا: أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَمَرَهُ أَنْ يُهِلَّ بِحَجَّةٍ فِي عُمْرَةٍ.

  قَالَ ابْنُ القَيِّمِ: «وَخَبَرُ مَنْ هُوَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ عَنْهُ ÷، عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ حِيْنَ يُخْبِرُ أَنَّهُ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيْعًا» إِلَى آخِرِهِ.

  وَقَدْ أَفَادَ، وَكَانَ الصَّوَابُ حَذْفَ «مِنْ» فِي التَّفْضِيْلِ، فَهْوَ المَعْلُومُ عَلَى الإِطْلَاقِ وَالعُمُومِ.

  هَذَا وَاحْتِمَالُ أَنَّهُ ÷ فَعَلَهُ لِبَيَانِ الجَوَازِ لَا لِفَضْلِهِ غَيْرُ وَارِدٍ؛ لِإِمْكَانِ البَيَانِ بِالقَوْلِ، وَلِأَنَّهُ أَشَقُّ أَنْوَاعِ الحَجِّ مَعَ جَمْعِهِ لِلْنُّسُكَيْنِ.

  ثُمَّ التَّمَتُّع؛ لِإِيْجَابِهِ ÷ عَلَى أَصْحَابِهِ الَّذِيْنَ لَمْ يَسُوقُوا الهَدْيَ، وَإِنْ كَانَ الوُجُوبُ خَاصًّا بِهِمْ عَلَى الصَّحِيْحِ كَمَا سَبَقَ.

  وَلِقَوْلِهِ ÷: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمَا سُقْتُ الهَدْيَ».

  وَإِنْ كَانَ تَطْيِيْبًا لِنُفُوسِ أَصْحَابِهِ لَمَّا شَقَّ عَلَيْهِمْ كَمَا سَبَقَ.

  وَلِوُرُودِ الرِّوَايَاتِ عَنْ كَثِيْرٍ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ $ بِاخْتِيَارِهِ، واللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.