[التلبية]
  وَقُلْ: «أَحْرَمَ لَكَ بِالْحَجِّ شَعَرِي وَبَشَرِي، وَلَحْمِي وَدَمِي، مِنَ النِّسَاءِ وَالْطِّيْبِ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَكَ الكَرِيمَ، وَالدَّارَ الآخِرَةَ، وَمَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي بِقُدْرَتِكَ الَّتِي قَدرْتَ عَلَيَّ. ثُمَّ لَبِّهِ، وَقُلْ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ»، وَذَكَرَ مَا سَبَقَ.
  ثُمَّ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ أَجْزَاكَ، وَإِنْ أَلْحَقْتَ: لَبَّيْكَ ذَا المَعَارِجِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ دَاعِيًا إِلَى دَارِ السَّلَامِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ غَفَّارَ الذُّنُوبِ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ تَمَامُهَا، وَأَجْرُهَا عَلَيْكَ».
  ثُمَّ قَالَ: «وَأَكْثِرْ مِنْ يَا ذَا المَعَارِجِ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا وَيَقُولُ: «لَبَّيْكَ يَا ذَا المَعَارِجِ لَبَّيْكَ»».
  قُلْتُ: هَذِهِ رِوَايَةٌ فِي زِيَادَتِهَا مِنَ الإِمَامِ الأَعْظَمِ #، إِلَّا أَنَّه يُحْتَمَلُ كَوْنهُ كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا فِي التَّلْبِيَةِ لِلْحَجِّ أَمْ فِي غَيْرِهَا.
  وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ جَابِرٍ: «أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَزِيْدُونَ يَا ذَا المَعَارِجِ وَنَحْوَهُ مِنَ الكَلَامِ، وَالنَّبِيُّ ÷ يَسْمَعُ فَلَا يَقُولُ شَيْئًا».
  وَقَالَ الإِمَامُ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ # فِي (الأَحْكَامِ): «فَإِذَا اغْتَسَلْتَ فَقُلْ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ رَغْبَةً مِنِّي فِيمَا رَغَّبْتَ فِيْهِ مِنْهُ؛ لِطَلَبِ ثَوَابِكَ، وَتَحَرِّيًا لِرِضَاكَ، فَيَسِّرْهُ لِي، وَبَلِّغْنِي فِيْهِ أَمَلِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتي، وَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَامْحُ عَنِّي سَيِّئَتي، وَقِنِي شَرَّ سَفَرِي، وَاخْلُفْنِي بِأَحْسَنِ الْخِلَافَةِ فِي وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَالِي، وَمَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَني.