كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

([القسم] الأول: لبس الرجل المخيط)

صفحة 73 - الجزء 1

  بِالْقَطْعِ أَوَّلًا، ثُمَّ رَخَّصَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي عَرَفَاتٍ». انْتَهَى، وَلَمْ يَرِدْ بِلَفْظِهِ فَهْوَ إِيْهَامٌ.

  وَأَيْضًا: أَضَافَ الْخَبَرَ الَّذِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي عَرَفَاتٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ حَيْثُ قَالَ: «لِأَنَّ النَّبِيَّ ÷ رَخَّصَ فِي عَرَفَاتٍ، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ»، وَهْوَ غَلَطٌ، وَلَفْظُهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ®: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ: «مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

  وَلَيْسَ فِيْهِ ذِكْرُ القَطْعِ، وَهْوَ مُقَيَّدٌ بِالْخَبَرِ السَّابِقِ، فَتَدَبَّرْ، وَكُنْ عَلَى بَصِيْرَةٍ فِي هَذَا وَغَيْرِهِ، وَلَا تَغْتَرَّ.

  (فَائِدَةٌ): الْخُفُّ: إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَالْجَوْرَبُ: إِلَى فَوْقِ الرُّكْبَةِ، وَالْبِرْنس - بِكَسْرِ المُوَحَّدَةِ -: كُلُّ ثَوْبٍ رَأْسُهُ مِنْهُ مُلْتَصِقٌ بِهِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ قَلَنْسُوَةٌ طَوِيلَةٌ.

  والقَلَنْسُوَةُ - بِفَتْحِ القَافِ مَعَ ضَمِّ السِّيْنِ، أَوْ: ضَمِّ القَافِ مَعَ كَسْرِ السِّيْنِ وَقَلْبِ الوَاوِ يَاءً -.

  هَذَا وَلَا يَحْرُمُ لُبْسُ المَخِيْطِ عَلَى المَرْأَةِ، وَيَحْرُمُ عَلَى الْخُنْثَى عَلَى المَذْهَبِ؛ تَرْجِيْحًا لِجَنَبَةِ الْحَظْرِ.

  وَلَا فِدْيَةَ عَلَيْهِ إِنْ لَبِسَ، وَيَلْحَقُ بِالْقَمِيْصِ مَا فِي حُكْمِهِ كَالدِّرْعِ.