المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

النوع التاسع: الموالاة والمعاداة

صفحة 103 - الجزء 1

  أما الأول: وهو موالاة أعداء الله، فكفى في الزجر عنها قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا ءَابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} ... الآية [المجادلة: ٢٢]، فناهيك بهذه الآية قارعة وزاجرة لمن له أذن واعية، فإنه نفى عمّن هذه خليقته حقيقة الإيمان، وقد نهى الله تعالى في كتابه العزيز عن موالاة الكافرين لقرابة أو صداقة قبل الإسلام، أو غير ذلك من الأسباب التي يُتصادق بها ويُتعاشر، وكرر ذلك مراراً في القرآن.

  وأما الثاني: وهو معاداة أولياء الله، فناهيك بها خطيئة شنيعة، وخليقة فضيعة، وقد ورد عنه ÷: «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرى لأخيه ما يرى لنفسه، ويكره له ما يكره لها».

  واعلم أن الموالاة والمعاداة قد يكونان دينيتين كأن يوالي الغير لكونه ولياً لله⁣(⁣١)، ويعاديه لكونه عدواً لله⁣(⁣٢)، فإن لم يكونا كذلك فدنيويتان نحو أن يحب له الخير لقرابة أو نفع منه، والشر لمضرة صدرت منه ونحو ذلك، والمحرم في حق أعداء الله من كافر أو فاسق هو الموالاة الدينية فقط، وتجوز الدنيوية إلا ما حرم الشرع منها.

  وهو ثلاثة أنواع:

  الأول: تعظيمه إما بقول كالكنية له، والسلام عليه، والمدح له،


(١) في المخطوط: ولي الله.

(٢) في المخطوط: عدو الله.