المختصر المفيد للقرشي،

أحمد بن إسماعيل القرشي (المتوفى: 1282 هـ)

النوع التاسع: الموالاة والمعاداة

صفحة 104 - الجزء 1

  وإما بفعل ذلك كالمصافحة والقعود بين يديه، أو يسير وراءه⁣(⁣١)؛ لقوله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}⁣[التوبة: ١٢٣]، وكالمشي إليهم على جهة التعظيم إما بزيارة، أو تسليم، أو وداع، أو طلب حاجة خاصة بالماشي.

  قال العلامة ابن حابس: أو يقصد التلذذ بمساكنتهم أومجاورتهم والتمشي⁣(⁣٢) معهم، وكل ذلك لعموم قوله ÷: «من مشى مع ظالم وهو يعلم أنه ظالم فقد بريء من الإسلام»، إلا إذا مشى إليه لحاجة غير خاصة بالماشي كإنصاف مظلوم فيجوز، وأما تعظيمه لمصلحة دينية كرجوى اهتدائه بالقول والفعل⁣(⁣٣).

  وأما النوع الثاني: مما حرمه الشرع: ما يكون فيه تقوية⁣(⁣٤) للظلمة والفسقة على ظلمهم وفسقهم، كالحث للناس بالوعظ أو غيره على نصرته على حرب المسلمين، أو فعل كالكتابة للمكوس ونحوها، أو كعمل آلات الملاهي وبناء الدور للمعاصي وغير ذلك.

  قال العلامة ابن حابس: وقد تحصل إعانته بالترك كترك الجهاد، وترك زجره حيث كان مؤثراً في ردعه، وترك الهجرة حيث لمساكنته إيناس لهم، وإيهام كونهم على الحق، وكل ذلك محرم وإن لم يتضمن تعظيماً، وإذا كان الرجل يتعلق بالخدمة للظلمة ولا يتم له ولا


(١) في المخطوط: معه.

(٢) في المخطوط: والمشي.

(٣) في المخطوط: كإنصاف مظلوم فيجوز بالقول والفعل، وحذف العبارة الأخيرة.

(٤) في المخطوط: معونة.