النوع الثامن عشر: الفرح

  وهو سرور تقترن به أفعال طرب تظهره، والمذموم منه ما كان بمحظور (لقوله تعالى)⁣^(⁣١): {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ٧٦}⁣[القصص].

  واعلم أن الأفعال التي تقترن بالسرور فيكون مجموعها فرحاً إن كانت محظورة في نفسها كالغناء لم يحل الحضور ولا النظر إليها مطلقاً، وإن كانت مباحة كاللعب بالخيل فهو إما فرح بمحظور كانتصار الظلمة على أهل الحق فقبيحة محرمة، لا يحل النظر إليها، ولا الحضور عندها لقبحها، وإما فرح بمباح كلعب المحقين بالخيل لا لتعلم للجهاد، أو مندوب كركوبها للتعلّم لذلك، أو نعمة حصلت كنصر المحقين فلا إثم فيها ولا في النظر إليها.

النوع التاسع عشر: الجزع

  وهو الغم الذي يقترن به فعل كخمش وجه وشق جيب وكسر سلاح وعقر بهيمة ورفع صوت، وهو محرم، وتحريمه ظاهر، والنهي عنه متكاثر، سواء كانت المصيبة من فعل الله أو فعل غيره.

(١) من المطبوع، وفي المخطوط: ودليله.