الأول: النية
أمور يليق بالعبد ملازمتها
  فصل فيما يليق بالعبد ملازمته من الطرائق القويمة، وإمعان النظر في تحصيله، واستفراغ الوسع في التخلق به من الخلائق الحميدة المنجية.
  والذي نذكر منها تسعة عشر خلقاً:
الأول: النيّة
  لأن الأعمال بالنيات، كما رُوي عنه ÷، فينبغي للعبد أن يحضر في قلبه ويضمر أنّ ما أتَيْتُه من كل فعل أو تجنّبْته منه فإن ذلك لكل وجه حسن تريده على الوجه الذي تريده، وما أمكنه من الاستكثار من النيات فهو أولى كالجلوس في المسجد (مثلاً، ينوي به القربة لفضل المسجد)(١)، والاقتداء بالصالحين، وانتظار الصلوات(٢)، وسماع العلم، ونحو ذلك، فقد اشتمل فعل واحد على طاعات متعددة بسبب النية: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}[المائدة: ٥٤]، وإن أمكن استحضار النية الحسنة الكاملة في المندوبات والمباحات على سبيل التفصيل عند كل فعل فهو أتمّ وأفضل، وإلا فعلى سبيل الجملة، ولو قبل (وقت)(٣) الفعل على ما ذكره بعض العلماء رحمهم الله تعالى.
(١) من المطبوع.
(٢) في المخطوط: الصلاة.
(٣) من المطبوع.