الحادي عشر: نفي الخواطر الردية
الحادي عشر: نفي الخواطر الردية
  قال الله تعالى حاكياً عن الشيطان (الرجيم)(١): {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ١٧}[الأعراف].
  وعنه ÷: «ليس من أحد إلا ومعه ملك وشيطان، فلَمَّة الملك إيعادٌ بالخير، ولَمَّة الشيطان إيعادٌ بالشر(٢)».
  ولا يُحْدِث(٣) في القلب إلا الوسوسة بأن يدعو إلى الضلالة، فإذا دعاك إلى ذنب ودفعته دعاك إلى ذنب آخر، وله لطائف في الإضلال، فيضل كل أحد بما يليق به، والنفس توافقه فتمني صاحبها بنحو أن تقول: الأيام والأعوام كثيرة فتعلّم وعسى أن تعمل بذلك في آخر عمرك، إلى أن تأتيه المنيَّة بغتة.
الثاني عشر: الإقلال من النوم
  النوم أحد الميتَتَيْن، وهو تضييع للعمر، وتفويت للحياة التي هي مزرعة الآخرة، ويكفي - بل يزيد على الكفاية - نوم ثلثي الليل، وهو ثلث العمر، وكفى تضييع ثلثه، ولا ينبغي نوم النهار إلا لمن يقوم الليل، فإنه كالسحور للصائم.
(١) من المطبوع.
(٢) قال في النهاية: اللَّمَّةُ والخَطْرة تقع في القلب. تمت من حواشي كنز الرشاد.
(٣) أي الشيطان.