الرابع عشر: الالتجاء إلى الله تعالى
الثالث عشر: المحافظة على الأمر الوسط في الطعام والشراب
  قال الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}[الأعراف: ٣١]، والأخبار والآثار في ذمّ الشبع كثيرة، ولعظم موقع الشبع قيل: الآفات كلها مجموعة في الشبع، والخيرات كلها في الجوع، وقد عدّ أمير المؤمنين # آفات الشبع قدر سبع وعشرين آفة.
  واعلم أن المقصود من الأكل بقاء الحياة وقوّة العبادة، وثقل الطعام يمنع من العبادة، وألم الجوع أيضاً يشغل القلب ويمنع منها، فخيار الأمور أوسطها، والأوسط والأفضل بالإضافة إلى الطبع المعتدل أن يأكل بحيث لا يخشى ثقل المعدة ولا يحس بألم الجوع.
  نعم، وكما أن الشِّبَع مذموم فأشنع منه وأعظم وأذم أن يكون مطعم الإنسان ومَشْربُه مما لا يتحقق حلّه، فليجتهد كل الاجتهاد في توقي الشبهات من طعامٍ وشرابٍ، فإنه بئس الطعام الحرام، وهو من الحواجز بين العبد وربه، المانعة من قبوله وسمع دعائه، نسأل الله العصمة، وأن يكفينا بحلاله عن حرامه.
الرابع عشر: الالتجاء إلى الله تعالى
  وهو اعتقاد العبد أن لا حول له عن المعصية ولا قوة له على الطاعة إلا بالله العلي العظيم - سبحانه - وبإعانته، فيطلب ذلك منه بقلبه ولسانه في جميع أزمانه، ولا يثق بنفسه ولا بغيره طرفة عين، لكن بالله، فليفوض أمره إلى الله تعالى وليتوكل عليه، وكذلك في أمور دنياه من رزقه وإعانته وحمايته، ويدخل في ذلك التفويض