من باب الموالاة والمعاداة
  رسول الله ÷ أو من غيرهم، كل ظالم ملعون، وكل معين لظالم ملعون، وفي ذلك(١) ما بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من جبى درهماً لإمام جائر كبه الله على منخريه في نار جهنم»، وفي ذلك ما يقال: إن المعين للظالم كالمعين لفرعون على موسى، وفي ذلك ما بلغنا عن أبي جعفر محمد بن علي رحمة الله عليه أنه كان يروي ويقول: «إذا كان يوم القيامة جُعل سرادق من نار وجُعل فيها أعوان الظالمين، وجعل لهم أظافير من حديد يحكون بها أبدانهم حتى تبدو أفئدتهم، فيقولون: (ربنا)(٢) ألم نكن نعبدك، فيقال: بلى؛ ولكنكم كنتم أعواناً للظالمين».
  وبلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من سوَّد علينا فقد شرّك في دمائنا»، والتسويد هاهنا: هو التكثير، فمن كثّر بنفسه أو بقوله أو أعان بماله على مُحِقٍّ من آل رسول الله ÷ فقد شَارك في دمه، ووتر(٣) رسول الله ÷ في ابنه، انتهى لفظ الهادي # من كلام طويل.
  نسأل الله التوفيق والهداية والعصمة في البداية والنهاية، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم(٤).
(١) في المخطوط: وذلك.
(٢) من المطبوع.
(٣) يعني قطعه، تمت.
(٤) في المخطوط: وصلى الله على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.