واعلم أن العلم علمان:
  ويتلو هذا المختصر(١):
المحتاج إليه من علم الباطن
واعلم أن العلم علمان:
  علم الظاهر: وهي المسائل الشرعية المتقدم ذكرها.
  وعلم الباطن: وهي أفعال القلوب المهلكة المشار إليها في قول الله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}[الأنعام: ١٢٠]، ومن لم يعرف علم الباطن، ولم يتحرز عنه هلك، فوجب أن يجعل له في علم الحلال والحرام باباً يتضمن تفصليها؛ ليقع التحرز من الإثم الباطن، كما يجب التحرز من الظاهر، وجملة ما نذكر منها تسعة عشر نوعاً من عمل بها أو بواحدة منها فقد غرق في بحار الهلكات؛ لأدلة وأمارات من الأخبار والآيات.
النوع الأول: الكبر
  وهو اعتقاد أن النفس تستحق من التعظيم فوق ما يستحقه غيرها، ممن لا يعلم استحقاقه الإهانة اعتقاداً من غير علم.
  ومن التكبر الاستخفاف بمن لا يعلم فسقه، والترفع عن شيء مما يستحقه الوالد والإمام والعالم والزوج من (التعظيم)(٢).
(١) إشارة إلى ما تقدم من كتاب المختصر المفيد وقد جعله المؤلف قسماً يسمى علم الظاهر. [محقق]
(٢) من المطبوع.