حقوق الأب على ابنه والعكس
حقوق الأب على ابنه والعكس
  فالوالد يستحق التعظيم بالتواضع له ولين الجناب(١)، وطاعته فيما أراد مما لا يكون معصية [لله]، ونحو ذلك من أنواع التعظيم.
  وعلى الجملة فإنه لا ينبغي أن يؤذي أبويه بحال، وأن يسمع(٢) ما قالاه ما لم يكن معصية(٣)، وأن لا يدعوهما باسمهما ولا بالكنية، بل يا أباه ويا أماه(٤)، وأن يُسرع في إجابتهما ويقول: لبيكما، ويدعو لهما بالصلاح والهدى إذا كانا حيين، وبالمغفرة(٥) إذا كانا ميتين.
  وهذا كله مع صلاحهما، فإن كانا كافرين أو فاسقين وجب أن لا يتولاهما ولا يعظمهما بالتعظيم البالغ الكلي، بل يصاحبهما في الدنيا معروفاً، وينبغي البراءة منهما كما تبرأ إبراهيم # من أبيه، إلا أنه لا يحسن سبهما ولعنهما، فهذه(٦) حقوق الوالدين على الولد.
  وأما حقوق الولد على الوالد فتهذيبه وتأديبه، وتعليمه، وإنكاحه، وانتخاب الخال الصالح مع الاسم الحسن، والتمرين له على حُسْن(٧) الأخلاق، والاتخاذ له مسكناً يكون فيه أقرب إلى طاعة الله ø، والدعاء له.
(١) في المطبوع: ولين الجانب.
(٢) في المطبوع: وأن يستمع.
(٣) في المطبوع: معصية لله تعالى.
(٤) في المطبوع: يا أبه ويا أمه.
(٥) في المطبوع: بالرحمة.
(٦) في المخطوط: فهذا.
(٧) في المخطوط: أحسن.