المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[من دلائل نبوته صلى الله عليه وآله سلم]

صفحة 114 - الجزء 1

  نفيل⁣(⁣١) على راحلتين لهما، فلما صاروا إلى موضع النبي ÷ قال أبو مسعود لعمرو: إني لأظن⁣(⁣٢) الغلام من بعض بني عمك.

  فقال عمرو: من أنت يا غلام؟

  قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب افتقدتني أمي.

  قال عمرو لأبي مسعود: نتقرب إلى عبد المطلب⁣(⁣٣) بمثل هذا.

  وأناخ راحلته وحمل النبي ÷ بين يديه، وأقبل عبد المطلب وهو يقول⁣(⁣٤):

  ردّ إليّ ولدي محمدا ... ربي فكم أوليتني منك يدا

  ونظر عمرو إليه وقال: يا غلام أتعرف جدك إن رأيته؟

  قال: هو هذا المقبل في⁣(⁣٥) أول الناس، ثم ناداه يا جد ... يا جد.

  فقال: لبيك يا سيدي فداك جدك.

  ودنا منه وحمله وقبّله وقال لعمرو: أين أصبت هذا الغلام؟ فذكر الحديث.

  فجعل عبد المطلب يقول⁣(⁣٦):

  الحمد لله الذي أعطاني ... هذا الغلام الطّيّب الأردان

  قد ساد في المهد على الغلمان ... أعيذه بالواحد المنان

  من كل ذي غي وذي شنآن ... حتى أراه شامخ البنيان


(١) ورد في أصولي عمر بن نوفل، والصحيح ما أثبتناه، وهو: عمرو بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي، أحد الحكماء الباحثين عن الحقيقة، لم يدرك عصر النبوة.

(٢) في (أ، د): وإني أظن الغلام.

(٣) في (ب، ج): لأتقرب إلى عبد المطلب.

(٤) انظر البيهقي في الدلائل (٢/ ٢٠) والحاكم في المستدرك (٢/ ٦٠٣ - ٦٠٤)، وابن سعد في طبقاته (١/ ١١١)، وذكره أبو حاتم الرازي (٣/ ٢ / ١٧٣).

(٥) نهاية صفحة [٢١ - أ].

(٦) ورد باختلاف بسيط في سيرة ابن إسحاق ص (٢٢) في (٦) أبيات، وطبقات ابن سعد (١/ ٨٣)، تهذيب ابن عساكر (١/ ٢٨٤)، والبداية والنهاية (٢/ ٢٦٤ - ٢٦٥)، دلائل النبوة للبيهقي (١/ ١١٢).