المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خامسا: صفة سكوته ÷ عند جواز الكلام]

صفحة 160 - الجزء 1

  فهيرة⁣(⁣١) ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي، فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة⁣(⁣٢)، جلدة تحتبي وتجلس بفناء القبة ثم تسقي وتطعم⁣(⁣٣).

  فسألوها لحما وتمرا يشترونه منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين⁣(⁣٤)، فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة⁣(⁣٥).

  فقال: «ما هذه الشاة يا أم معبد»؟

  قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم.

  قال: «هل بها من لبن»؟

  قالت: هي أجهد من ذلك.

  قال: «أتأذنين لي أن أحلبها»؟

  قالت: بأبي أنت وأمي⁣(⁣٦)، إن رأيت بها من لبن حلبا فاحلبها.


(١) عامر: هو عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق، أبو عمر كان مولدا من مولدي الأزد، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، كان رفيق رسول الله ÷ وأبي بكر في هجرتهما، وشهد بدرا وأحدا ثم قتل يوم بئر معونة وهو ابن أربعين سنة قتله عامر بن الطفيل، انظر: الاستيعاب (٢/ ٣٤٤) ت (١٣٤٦)، تلقيح المقال (٢/ ٦٠٥٩)، الإصابة (ت ٤٤٣٣)، أسد الغابة (ت ٢٧٢٤).

(٢) امرأة برزة: إذا كانت لا تحجب احتجاب الشواب، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم، من البروز وهو الظهور.

(٣) حديث أم معبد ورد في السيرة لابن هشام (٢/ ١٣٢)، والسيرة الحلبية (٢/ ٤٧)، وشرح السيرة النبوية: الروض الأنف للسهيلي (٢/ ٧ - ٨)، ودلائل البيهقي (١/ ٢٧٦ - ٢٨٤)، وأبي نعيم (٢٨٣ - ٢٨٧)، وابن سعد (١/ ١ / ٢٣٠)، عن أبي معبد وابن السكن عن أم معبد، كما أخرجه الطبراني والحاكم في المستدرك (٣/ ١٠)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وذكرت هذه الرواية في تهذيب تاريخ دمشق (١/ ٣٢٦)، الاستيعاب (٢/ ٧٩٦ - ٧٩٧)، وتاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ٢٢٧)، وعيون الأثر (١/ ٢٢٧)، والبداية والنهاية (٣/ ١٩١)، والإصابة (٨/ ٢٨١)، كما سجلها حسان بن ثابت شعرا وهي في ديوانه (١٣٥ - ١٤٢).

(٤) مرملين: أصله من الرمل، والمراد نفد زادهم، وكأنهم لصقوا بالرمل، كما قيل للفقير «الترب» والمسنتين: يحتمل أن تكون هكذا ومعناها داخلين في السنة وهي الجدب والمجاعة، ويمكن أن تكون مشتين أي داخلين في الشتاء.

(٥) أي جانب منها.

(٦) نهاية الصفحة [٥٤ - أ].