[خامسا: صفة سكوته ÷ عند جواز الكلام]
  فهيرة(١) ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي، فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة(٢)، جلدة تحتبي وتجلس بفناء القبة ثم تسقي وتطعم(٣).
  فسألوها لحما وتمرا يشترونه منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين(٤)، فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة(٥).
  فقال: «ما هذه الشاة يا أم معبد»؟
  قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم.
  قال: «هل بها من لبن»؟
  قالت: هي أجهد من ذلك.
  قال: «أتأذنين لي أن أحلبها»؟
  قالت: بأبي أنت وأمي(٦)، إن رأيت بها من لبن حلبا فاحلبها.
(١) عامر: هو عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق، أبو عمر كان مولدا من مولدي الأزد، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، كان رفيق رسول الله ÷ وأبي بكر في هجرتهما، وشهد بدرا وأحدا ثم قتل يوم بئر معونة وهو ابن أربعين سنة قتله عامر بن الطفيل، انظر: الاستيعاب (٢/ ٣٤٤) ت (١٣٤٦)، تلقيح المقال (٢/ ٦٠٥٩)، الإصابة (ت ٤٤٣٣)، أسد الغابة (ت ٢٧٢٤).
(٢) امرأة برزة: إذا كانت لا تحجب احتجاب الشواب، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم، من البروز وهو الظهور.
(٣) حديث أم معبد ورد في السيرة لابن هشام (٢/ ١٣٢)، والسيرة الحلبية (٢/ ٤٧)، وشرح السيرة النبوية: الروض الأنف للسهيلي (٢/ ٧ - ٨)، ودلائل البيهقي (١/ ٢٧٦ - ٢٨٤)، وأبي نعيم (٢٨٣ - ٢٨٧)، وابن سعد (١/ ١ / ٢٣٠)، عن أبي معبد وابن السكن عن أم معبد، كما أخرجه الطبراني والحاكم في المستدرك (٣/ ١٠)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وذكرت هذه الرواية في تهذيب تاريخ دمشق (١/ ٣٢٦)، الاستيعاب (٢/ ٧٩٦ - ٧٩٧)، وتاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ٢٢٧)، وعيون الأثر (١/ ٢٢٧)، والبداية والنهاية (٣/ ١٩١)، والإصابة (٨/ ٢٨١)، كما سجلها حسان بن ثابت شعرا وهي في ديوانه (١٣٥ - ١٤٢).
(٤) مرملين: أصله من الرمل، والمراد نفد زادهم، وكأنهم لصقوا بالرمل، كما قيل للفقير «الترب» والمسنتين: يحتمل أن تكون هكذا ومعناها داخلين في السنة وهي الجدب والمجاعة، ويمكن أن تكون مشتين أي داخلين في الشتاء.
(٥) أي جانب منها.
(٦) نهاية الصفحة [٥٤ - أ].