المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[(3) أبو طالب]

صفحة 188 - الجزء 1

  كلا ورب البيت ذي الأنصاب ... ورب ما أنصص من ركاب

  كل قريب الدار أو منتاب ... يزرن بيت الله ذا الحجاب

  ما ذبح عبد الله بالتلعاب ... من بين رهط عصبة شباب

  أغر بين البيض من كلاب ... وبين مخزوم ذوي الأحساب⁣(⁣١)

  أهل الجياد القب والقباب ... يا شيب إن الذبح ذو عقاب

  إن لنا إن جرت في الخطاب ... أخوال صدق⁣(⁣٢) كأسود الغاب

  لا يسلمون الدهر للعذاب

  قال: فلما سمعت بنو مخزوم ذلك القول من أبي طالب قالوا: صدق ابن أختنا، ووثبوا إلى عبد المطلب وقالوا: يا أبا الحارث، إنا لا نسلم ابن أختنا للذبح فاذبح من شئت من ولدك غيره.

  فقال: إني قد نذرت نذرا وقد خرج القدح عليه ولا بد من ذبحه.

  قالوا: كلا لا يكون ذلك أبدا وفينا ذو روح، إنا لنفديه بجميع أموالنا من طارف وتالد.

  وأنشأ المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم⁣(⁣٣) يرتجز ويقول:

  يا عجبي من فعل عبد المطلب ... وذبحه ابنا كتمثال الذهب

  كلا وبيت الله مستور الحجب ... ما ذبح عبد الله فينا باللعب


(١) نهاية الصفحة [٧٠ - أ].

(٢) في (د): أخوال أسد.

(٣) هو: المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة، كان عبد الله بن عبد المطلب ابن أخت القوم، وهو القائل: (والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، فإن كان فداء فديناه بأموالنا). أبو هاشم من سادات قريش في الجاهلية، قال الزبيري في كلامه على بني مخزوم: والعدد والشرف والبيت في ولد المغيرة، كان من سكان مكة، معاصرا لعبد المطلب بن هاشم، وعارض عبد المطلب في ذبح ابنه عبد الله، من نسله مشاهير من الصحابة، وغيرهم توفي نحو (٥٠ قبل الهجرة / ٥٧٥ م)، انظر: سيرة ابن هشام (١/ ١٦٢)، سيرة ابن إسحاق (١٢، ١٤)، نسب قريش (٢٩٩) وما بعدها، الإصابة (٤/ ١٣٩ ت ٨٠١)، في ترجمة حفيده «أبي عمرو» أنباء نجباء الأنباء (٣١).