[(3) أبو طالب]
  يريد هدي الكعبة المعروفة ... بالبر والفضائل الموصوفة
  نج بني اليوم من مخوفة
  ثم ضرب صاحب القداح فخرج القدح على الإبل، فكبر عبد المطلب وكبرت قريش، ثم قالوا: يا أبا الحارث، إنه قد انتهى رضاء ربك وقد نجا ابنك من الذبح.
  فقال: لا والله أو أضرب عليها ثلاثا، ثم أنشأ يقول:
  اللهم رب الكعبة المبنية ... ورب من حج من البرية
  إليك يهوى صادقا ذا نية ... نجّ بنيّ وارفع البلية
  ثم ضرب صاحب القداح فخرج القدح على الإبل، فأنشأ عبد المطلب يقول:
  يا رب لا تشمت بي الأعادي ... ولا تسيل دمه في الوادي
  إن بني ثمرة فؤادي ... فاجعل فداه اليوم من تلادي
  كيما أراه سيد الأولاد
  ثم ضرب صاحب القداح فخرج(١) القدح على الإبل فأنشأ عبد المطلب يقول:
  يا رب قد أعطيتني سؤالي ... أكثرت بعد قلة عيالي
  هذا بني فاسمعن مقالي ... واجعل فداه اليوم جل مالي
  ولا ترينيه بشر حال
  ثم ضرب صاحب القداح فخرج القدح على الإبل، فعلم عبد المطلب أنه قد انتهى رضاء ربه في فداء ابنه فأنشأ يقول:
  دعوت ربي مخفيا وجهرا ... والحزن قد كاد يبلي الصبر
  يا رب لا تنحر بني نحرا ... وفاد بالمال تجد لي وفرا
  أعطيك من كل سوام عشرا ... أو مائة أدما وأخرى حمرا
(١) نهاية الصفحة [٧٥ - أ].