[(3) أبو طالب]
  والله من مالي يوفي النذر ... عفوا ولم يشمت عيونا خزرا
  بالواضح الوجه المغشي بدرا ... فالحمد لله الأجل شكرا
  أعطاني البيض بني زهرا ... ثم كفاني في الأمور أمرا
  قد كان أشجاني وهدّ الظهرا ... فلست والبيت المغطى سترا
  ما دمت حيا أو أزور القبرا
  ثم قربت الإبل، وهي مائة بعير من خيار إبل عبد المطلب، فنحرت كلها فداء لعبد الله ثم تركت مواضعها لا يصد عنها أحد، ينتابها من دب ودرج، فجرت السنة في الدية مائة من الإبل إلى يومنا هذا(١)، وانصرف عبد المطلب بابنه عبد الله فرحا مسرورا، وقد فرج الله عنه كل هم، وفي ذلك يقول(٢):
  الحمد للخالق للعباد ... لما رأى جدي واجتهادي
  وأنني موفيه للميعاد ... فرج عني كربة الفؤاد
  ونال مني فدية المفادي ... فاديت عبد الله من تلادي
  بمائة كهضب الأوتاد ... وراج عبد الله في الإبراد
  يغيظ أعدائي من الحساد ... «نجيته من كرب شداد»(٣)
  إن البنين فلذ الأكباد
  وكان(٤) عبد الله يعرف بالذبيح فهو حيث قال رسول الله: «أنا ابن الذبيحين» يعني إسماعيل بن إبراهيم وأباه عبد الله(٥).
(١) قال السيوطي في خصائصه نقلا عن ابن سعد عن ابن عباس: «وكان عبد المطلب، أول من سن دية النفس، مائة من الإبل فجرت في قريش، والعرب وأقرها رسول الله ÷»، الخصائص (١/ ٤٥) والأشعار التي قيلت في قصة نذر عبد المطلب قال فيها ابن هشام: وبين أضعاف هذا الحديث رجز لم يصح عندنا عن أحد من أهل العلم بالشعر، سيرة ابن هشام (١/ ١٦٤)، ولم نقف على هذا القول في الموجود لدينا من سيرة ابن إسحاق.
(٢) نهاية الصفحة [٧٦ - أ].
(٣) ساقط في (أ).
(٤) في (أ): فكان.
(٥) انظر السيرة الحلبية (١/ ٣٥ - ٣٨)، المواهب اللدنية (١/ ١٧، ١٨)، السيرة النبوية لدحلان ط دار المعرفة (١/ ١٦)، البداية والنهاية (٢/ ٢٤٤) وما بعدها، تاريخ الخميس (١/ ٥٩، ١٣٩)، مفاتيح الغيب (٢٥/ ١٥٣)، صحيح السيرة النبوية (٢/ ٤٢ - ٤٧)، دلائل النبوة (١/ ٩٣ - ١٠١)، البدء والتاريخ (٤/ ١١٣) وما بعدها.