المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[أولاد أبي طالب]

صفحة 195 - الجزء 1

  وازداد عبد الله حسنا وجمالا وضياء وكمالا، وكان كلما ذهب ليدخل على الصنم الأكبر صاح الصنم صياح الهر، ويقول: ما لنا ولك أيها المستودع ظهره نور محمد المصطفى، فلما أتت على عبد الله من مولده ثلاثون سنة، خرج ذات يوم إلى قنصه وقدم سبعون رجلا من أحبار يهود يهود الشام مودعة⁣(⁣١)، معهم السيوف المسمومة يريدون اغتياله وقتله، فصرف الله شرهم عنه⁣(⁣٢)، فرجعوا إلى بلادهم، فلم يكن يقدم عليهم قادم الا سألوه عنه فيداخلهم من أمره غيظ شديد، ولا يقدرون له على حيلة⁣(⁣٣).

[أولاد أبي طالب]⁣(⁣٤)

  طالب⁣(⁣٥)، وهو أكبر بنيه، ثم عقيل، ثم جعفر، ثم علي # وأم هانئ، وجمانة.


(١) في (ب): موضعة.

(٢) في (أ، ب، ج): فصرف الله عنه.

(٣) انظر: البيهقي في دلائله والسيوطي في الخصائص، والقاضي عياض في الشفاء، والدلائل لأبي نعيم.

(٤) أبو طالب (٨٥ ق هـ / ٣ ق هـ / ٥٤٠ - ٦٢٠ م): هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، والد الإمام علي # وعم الرسول الأعظم ÷، وكافله ومربيه ومناصره، كان من أبطال بني هاشم ورؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء الأباة، قال: رسول الله ÷: «ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب» له ديوان شعر يسمى «ديوان شيخ الأباطح أبي طالب» (ط)، وللشيخ المفيد (محمد بن محمد بن النعمان) رسالة سماها (إيمان أبي طالب (ط)، انظر: الأعلام (٤/ ١٦٦)، طبقات ابن سعد (١/ ٥٧)، ابن الأثير (٢/ ٣٤) راجع الفهرس ص (٢٩٦)، شرح الشواهد (١٣٥)، تاريخ الخميس (١/ ٢٩٩)، خزانة البغدادي (١/ ٢٦١).

(٥) هو: طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب. أحد بني أبي طالب وأكبر بنيه، وقد توفي ولم يعقب، له مواقف، وقد عاش كما تقول بعض الروايات إلى ما بعد وقعة بدر، خرج مع المشركين في غزوة بدر مكرها، ويدل على ذلك ما قاله في الأبيات المشار إليها وفي قوله الدال على أنه خرج مكرها:

يا رب إما يغزون طالب ... في مقنب من هذه المقانب

فليكن المسلوب غير السالب ... وليكن المغلوب غير الغالب

ونتيجة لمقولته جرت بينه وبين القرشيين ملاحاة وقالوا: والله لقد عرفنا أن هواكم مع محمد، فرجع طالب فيمن رجع إلى مكة، وقال البعض: ولم يوجد في القتلى ولا في الأسرى، ولا فيمن رجع إلى مكة، وقال البعض: إنه مات كافرا في غزوة بدر حين وجهه المشركون إلى حرب المسلمين، والمسألة فيها خلاف، فالرواية في أن وجوده فيمن رجع إلى مكة، وابن هشام يذكر له قصيدة يمدح فيها رسول الله، ويبكي أهل القليب - حسب زعمه، وورد في رواية مرسلة عن أبي عبد الله # أن طالبا قد أسلم، وروي أنه هو القائل:

وخير بني هاشم أحمد ... رسول الإله على فترة

وكل ذلك يساند صحة مقولة إسلامه والله أعلم، انظر: شرح نهج البلاغة (١٤/ ٧٨)، تاريخ الطبري (٢/ ١٤٤)، الكامل لابن الأثير (٢/ ٨٤)، (٥/ ٧)، البحار (١٩/ ٢٩٤ - ٢٩٥)، روض الكافي (٣٧٥)، سيرة ابن هشام (٢/ ٢٧١)، تاريخ الخميس (١/ ٣٧٥)، البداية والنهاية (٣/ ٢٦٦)، أنساب الأشراف (٢/ ٤٢)، صحيح السيرة (٥/ ١٧ - ١٩).