المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[أمان الرشيد لصاحب الترجمة]

صفحة 496 - الجزء 1

  فلما فرغ من قراءة تلك الكتب قال له: دعني من هذا، أينا أحسن وجها، وأنصع لونا، «وأتم قامة وأحسن خلقة»⁣(⁣١)، أنا أو أنت⁣(⁣٢)؟

  فقال: أنت والله يا أمير المؤمنين أحسن وجها وأنصع لونا وأتم قامة وأحسن خلقة، وما أنا من هذه⁣(⁣٣) الطريق في شيء.

  قال الرشيد: فدع ذا⁣(⁣٤)، أينا أسخى، أنا أو أنت⁣(⁣٥)؟

  فقال يحيى: يا أمير المؤمنين في الأول أجبتك بما قد علمه الله وعلمه كل مستمع وناظر، فأما في هذه فأنا⁣(⁣٦) رجل أهتم بمعاشي أكثر السنة التي تأتي علي، وأتقوت ما يصير إليّ على حسب السعة والضيق⁣(⁣٧) وأنت يا أمير المؤمنين يجيء إليك⁣(⁣٨) خراج الأرض، والله ما أدري ما أجيب به، في هذا.

  قال: لتجيبني وما بهذا عليك خفاء⁣(⁣٩).

  قال: وقد والله صدقتك يا أمير المؤمنين ما أدري كيف ذاك⁣(⁣١٠).

  قال: فندع هذا، فأينا أقرب إلى رسول الله؟

  قال يحيى: يا أمير المؤمنين النسب واحد والأصل واحد والطينة واحدة، وأنا أسألك يا أمير المؤمنين لما أعفيتني من الجواب في هذا، فحلف له بالطلاق والعتاق والصدقة أن لا يعفيه.


(١) ساقط في (ب، ج).

(٢) انظر: مقاتل الطالبيين (٣٦٩) وما بعدها، وابن أبي الحديد (٤/ ٣٥٢).

(٣) في (ب): وما أنا من هذا الطريق في شيء، وفي (ج، د): وما أنا في هذا الطريق في شيء.

(٤) في (أ، د): فيدع ذي.

(٥) في مقاتل الطالبيين: فأينا أكرم وأسخى، أنا أو أنت؟

(٦) نهاية الصفحة [٢٩٢ - أ].

(٧) في (أ): والضيقة.

(٨) في (ب، أ): تجيء إليك، وفي (د): يجيء إليك.

(٩) في (ب): وما هذا عليك خفاء.

(١٠) في (ب): ذلك.