المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[أمان الرشيد لصاحب الترجمة]

صفحة 497 - الجزء 1

  فقال يحيى #: يا أمير المؤمنين بحق الله وبحق رسوله وقرابتك منه لما أعفيتني.

  قال: قد حلفت بما قد علمت فهبني أحتال بكفارة في اليمين بالمال والرقيق، كيف الحيلة في الطلاق وبيع أمهات الأولاد.

  فقال يحيى # إن في نظر أمير المؤمنين وتفضله علي ما يصلح هذا.

  قال: لا والله لا أعفيك.

  قال: أما إذ لا بد⁣(⁣١) يا أمير المؤمنين فأنا أنشدك الله لو بعث فينا رسول الله الساعة، أكان له أن يتزوج فيكم؟

  قال الرشيد: نعم.

  قال يحيى #: أفكان له أن يتزوج فينا؟

  قال الرشيد: لا.

  قال يحيى #: فهذه حسب.

  قال: فوثب الرشيد ومضى، فقعد غير ذلك المجلس وخرج الفضل وخرجنا معه وهو ينفخ غما.

  فسكت⁣(⁣٢) مليا ثم قال: ويحك سمعت شيئا أعجب مما كنا فيه قط، والله لوددت أني فديت هذا المجلس بشطر ما أملك.

  وذكر في غير هذه الرواية⁣(⁣٣): أنه لما انقضت مناظرة الرشيد يحيى⁣(⁣٤) # سأل الرشيد الفقهاء⁣(⁣٥) عن أمانه وأمرهم بالنظر فيه.


(١) في (ب): أما إذا لا بد.

(٢) نهاية الصفحة [٢٩٣ - أ].

(٣) في مقاتل الطالبيين: ثم ردّه إلى محبسه في يومه ذلك، ثم دعا به وجمع بينه وبين عبد الله بن مصعب الزبيري ليناظره فيما رفع إليه وساق بقية الرواية (ص ٣٦٩ - ٤٠٠).

(٤) في (أ): لما انقضت مناظرة الرشيد ويحيى.

(٥) من الفقهاء: محمد بن الحسن، صاحب أبي يوسف القاضي، والحسن بن زياد اللؤلؤي، وأبو البختري وهب بن وهب وابن الدّراوردي أبو محمد عبد العزيز بن محمد عبيد الجهني المدني، مقاتل الطالبيين ص (٤٠١).