المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[بعض أخباره]

صفحة 538 - الجزء 1

  عبدوس بسيفه⁣(⁣١) وهو يقول:

  كيف رأيتم بأسنا وجدّنا ... وفعلنا حين قصدتم قصدنا

  قال: وضرب فيها مسافر الطائي بسيفه حتى انكسر وطعن برمحه حتى انقصف، وحمل عليهم بالعمود وهو يقول:

  بغوا فقد صاروا⁣(⁣٢) إلى التدمير ... إلى أشد الحال والمصير

  ما بين مقتول إلى أسير ... ثم تذوقوا لهب السعير

  قال نصر بن مزاحم: حدثني عبد الله بن عبد الحميد قال: رأيت أعرابيا بجنب عدة أسرى وفي يده رأس عبدوس، وهو يقول:

  لم تر عيني منظرا كاليوم ... وإن على سيوفنا من لوم

  ما صنعت ضباتها بالقوم ... كأن ذا في خطرات النوم

  قال: ورأيت أبا كتيلة على فرس أدهم معمما⁣(⁣٣) بعمامة حمراء، في يده سيف وترس يشد على أصحاب عبدوس وهو يقول:

  اصطبروا أين إلى أين الهرب ... واستشعروا الويل ونادوا بالحرب

  قد ذهب الرأس فما صبر الذنب ... يا أهل بغداد تهيئوا للعطب⁣(⁣٤)

  كيف رأيتم وقع أسياف العرب

  قال: فأمر أبو السرايا الناس ليعبروا الأسرى ويعبروا الرءوس، ثم بعثهم إلى الكوفة⁣(⁣٥)، وتوجه إلى القصر.


(١) في (أ): بنفسه.

(٢) في (د): طاروا.

(٣) في (أ): معتما.

(٤) في (د): للقطب.

(٥) نهاية الصفحة [٣٢٩ - أ].