المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[استشهاد أبي السرايا]

صفحة 550 - الجزء 1

  فقال: ويلك يا كيدعوس ويلك أنت أمنتني فقبلت أمانك وصدقت قولك⁣(⁣١) ولست أشك في القتل، وأنا أكلفك حاجة تقضي بها حقي، وتكون عوضا من غدرك بي.

  قال له كيدعوس: نعم.

  فقال له: محمد بن محمد وأبو الشوك خلفتهما في بعض الشعاب فإن كانا حيين فاطلب لهما الأمان، فأمر الكيدعوس⁣(⁣٢) بطلبهما فظفر بهما، وأوثقا كتافا⁣(⁣٣) وبعث بهما إلى الحسن بن سهل⁣(⁣٤).

  [٥٢] حدثنا أبو العباس بإسناده عن الهيثم بن عدي، قال: كنت حاضرا مجلس الحسن بن سهل حين قدم بأبي السرايا، فلما دخل عليه قال له الحسن: من أنت؟

  قال: أبو السرايا بن منصور الشيباني.

  قال: بل أنت الغادر الفاجر، ما الذي حملك على ما فعلت من الخروج⁣(⁣٥) على أمير المؤمنين والقتل لمن قتلت من المسلمين؟

  قال: جفوة الولاة، وسوء الحال وتقديم من لا يستحق التقديم.

  قال: أو لم يكن لك ديوان مع هرثمة.

  قال: بلى ولكنه جهل حقي وحرمتي، وقدم علي غيري.


(١) في (أ): ويلك إنك أمنتني وصدقت قولك.

(٢) في (أ): كيدعوس.

(٣) في (أ): وأوثقهما كتفيهما.

(٤) انظر مقاتل الطالبيين ص (٤٤٥ - ٤٤٦)، وفي تاريخ الطبري (ضربت عنق أبي السرايا يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الأول، تولى ضرب عنقه هارون بن محمد بن أبي خالد، وكان أسيرا في يدي أبي السرايا، وذكر أنه لم يروا أحدا عند القتل أشد جزعا من أبي السرايا، كان يضطرب بيديه ورجليه ويصيح أشد ما يكون الصياح (حسب زعم الطبري)، حتى جعل في رأسه حبل، وهو في ذلك يضطرب ويلتوي ويصيح، حتى ضربت عنقه، ثم بعث برأسه يطيف به في عسكر الحسن بن سهل)، تاريخ الطبري (١٠/ ٢٣١).

(٥) في (أ): حتى نكث بيعته على الخروج.