النوع العاشر: الحمية
  لأولاده المقام إلا بخدمتهم أو كتابة لهم وجب عليه الانتقال بهم، ويجب عليه ترك تعليم أولاده الكتابة إن غلب على ظنه أنهم إن تعلموها(١) كتبوا للظلمة.
  النوع الثالث مما يحرم: الدعاء للعصاة بخير الآخرة، لا بخير الدنيا فيجوز بشرط عدم المفسدة، إلا طول البقاء فلا يجوز.
  فهذه جملة ما يحرم فعله للعاصي.
  وأما معاداة المؤمن فلا تجوز لا دنيوية ولا دينية مالم يصح فسقه.
النوع العاشر: الحميّة
  هي من فروع الحسد؛ إذ لولاه لاتبع الحق أينما كان، ومع حصوله تظهر شدة الحمية، وعدم قبول ما جاء به المحسود، حتى يفضي إلى ذلك التعصب على الباطل(٢)، نسأل الله السلامة.
  وحقيقتها العزم على (نصرة)(٣) من له بالعازم وجه اختصاص من رحامة أو ملة أو ولاء أو مذهب أو نحو ذلك.
  والمذموم منها: ما كان على مبطل، فلا شك في قبحه، فأما ما كان منها على محق فجائز، بل واجب، وعليه الخبر النبوي: «المؤمنون كالبنان أو كالبنيان يشد بعضهم بعضاً».
(١) في المخطوط: إن تعلموا.
(٢) في المخطوط: إلى التعصب على ذلك.
(٣) من المطبوع.