متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 124 - الجزء 1

  يريد بالبيان أن يتذكروا، ولا يريد ممن يعصى في ذلك الإعراض وترك التذكر وإن كان ذلك مما «يقع⁣(⁣١).

  ٧١ - وقوله ø بعد ذلك {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}⁣[٢٢٢] يدل على أنه يريد التوبة والطاعة دون المعاصي، ولذلك خصهم بأنه يحبهم دون غيرهم. ولا فرق بين أن تحمل المحبة للتائب على أنها محبة لفعله، على ما يقوله أبو علىّ، وبين أن يحمل الأمر على أن المحبة هي المحبة لتعظيمه ورفعته؛ لأن ذلك أيضا يدل على أنه يريد منهم الأمور التي عندها يحب تعظيمهم وتبجيلهم.

  ٧٢ - وأما قوله ø: {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ}⁣[٢٢٣] فقد بينا الكلام في نظيره على المشبهة⁣(⁣٢).

  ٧٣ - دلالة: قوله ø: {لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[٢٢٥] يدل على أن هذه الأفعال من قبلهم؛ لأنه لا يجوز أن نؤاخذ بما تعمّدناه، ولا نؤاخذ بخلافه إلا وذلك الفعل لنا. ولو كان هو الذي خلق فينا لكان حال الكل سواء في هذا الوجه وكان يجب في اللغو ألا يكون لغوا؛ لأن فاعله قد أراده وقصده، ولا يتغير حاله بصفة المفعول فيه؛ ألا ترى أن أحدنا إذا تعمد ضرب المجنون والساهي لم يكن الضرب لغوا لحال المفعول به.

  وهذه الآية تدل على أن أفعال القلوب كأفعال الجوارح، وأنها يستحق بها


(١) يبدأ من هنا خرم في النسخة (د) بمقدار ورقة واحدة.

(٢) انظر الفقرة (٣٠).