متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 128 - الجزء 1

  والجواب عن ذلك: أن الإذن لا يدل بظاهره على أن المراد به⁣(⁣١) الخلق، وإنما يراد به الأمر أو ٢ التخلية والإطلاق أو⁣(⁣٢) العلم، ولا خلاف أنه تعالى لا يجوز أن يريد به⁣(⁣٣) الأمر إذا كانت الغلبة معصية؛ لأنه تعالى لا يأمر بها عند الجميع، فيجب أن تحمل على الوجهين الآخرين، وإن كانت الغلبة طاعة صح حمله على الوجوه الثلاثة.

  ٧٩ - مسألة: قالوا:⁣(⁣٤) ثم ذكر تعالى بعده ما يدل على أن الصبر وتثبيت القدم وما شاكله «مما يفعله⁣(⁣٥) المقاتل من قبله تعالى فقال: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ}⁣[٢٥٠].

  والجواب عن ذلك: أنا قد بينا أن سؤال السائل لا يدل على أن المسؤول يفعل ذلك، ولا يدل أيضا⁣(⁣٦) على نه يحسن منه أن يفعل ما يقتضيه ظاهره؛ لأنه إنما يحسن بشرط مظهر أو مضمر، وكشفنا القول فيه⁣(⁣٧).

  والمراد بذلك: أنهم سألوا اللّه تعالى أن يفعل من الألطاف ما يقوى نفوسهم ويفضى منهم بالصبر. وأن يتفضل «بما يعينهم⁣(⁣٨) على تثبت أقدامهم، من أمور يفعلها فيهم أو فيمن ناوأهم، وأن يفعل ما يؤدى إلى ظفرهم ونصرتهم.

  ثم يقال للقوم: إن مدحه لهم بالانقطاع إليه تعالى في هذه الأدعية، يدل على أن هذه الأمور تقع باختيارهم، عند مقدمات من قبله تعالى، فلو كان كل


(١) ساقطة من د.

(٢) ف؛ و.

(٣) ساقطة من د.

(٤) د: قال.

(٥) ساقطة من د.

(٦) ساقطة من د.

(٧) انظر الفقرة ١٣.

(٨) د؛ ببعثهم.