[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]
  سائر ما يفعله بمنزلة لونه وهيئته في أنه ليس له(١) فيه شيء، فمن أين أنه يستحق المدح؟
  وبعد، فإن «الأمر» في الحقيقة هو قول القائل: افعل، فيجب أن يقتضى ظاهره أنه ليس له أن يأمر وينهى، وهذا مما لا يقول به مسلم!
  ١٢٥ - مسألة: قالوا: ثم ذكر تعالى ما يدل على أنه لا يدخل النار إلا كافرا(٢)، وهذا يصحح(٣) مذهب الخوارج(٤)، فقال {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ}[١٣١].
  والجواب عن ذلك: أن كونها معدة «للكافر لا يمنع أن تكون معدة(٥) لغيرهم، فإنما تدل على أنها معدة لهم، وحال غيرهم موقوف على الدليل.
  وبعد، فإنه عرّف النار ثم وصفها بأنها معدة للكافرين، فمن أين أنه أراد بذكرها جميع النيران، مع تجويز أن يريد بها نارا مخصوصا(٦)؟
  وقد يقال إذا كان الغالب على الشيء قوم(٧) دون قوم: إنه معد لهم، كما يقول من اتخذ الطعام الكثير: أعددت ذلك للأضياف، وإن كان يريد تناول
(١) ساقطة من د.
(٢) د: كافر.
(٣) د: يصح.
(٤) المعلوم من مذهبهم أنهم يعدون مرتكب الكبيرة كافرا - كما سبقت الإشارة إلى ذلك - وأنه تعالى يعذب أصحاب الكبائر عذابا دائما (انظر مقالات الاسلاميين ١/ ١٥٧) ومحل استدلالهم بهذه الآية أن النار ما دامت قد أعدت للكافرين - ولا يفهم من هذه النار إلا نار الآخرة - فكل من دخلها كان كافرا، ولكن الآية لا تصحح لهم هذا القول - على الأقل - إلا إذا ثبت قولهم في الحكم على مرتكب الكبيرة بدخول النار والخلود فيها، وهذا هو أصل مذهبهم في الموضوع، ولا دلالة عليه في الآية.
(٥) هذه العبارة ساقطة من د.
(٦) في القاموس: «والنار مؤنث وقد تذكر» ٢/ ١٤٨.
(٧) ف: قوما.