ومن سورة مريم
صفحة 487
- الجزء 2
  على الناس، وكما يقال في الملك إذا أمكنه ضبط جنده وكفهم عن الفساد وقطع الطريق: إنه قد أرسلهم على الناس، إذا هو لم يمنعهم.
  ثم يقال لهم: إن مذهبكم ينافي ما تقتضيه الآية، لأنه تعالى إذا كان هو الذي يؤزهم ويخلق فيهم الكفر فلا تأثير للشيطان، ولا فرق بين أن يرسل عليهم أو لا يرسل، على أنه إذا عدى الإرسال ب «على» لم يقتض ظاهره الرسالة والأمر(١)، وإنما يفيد ما ذكرناه، فأما إذا عدى ب «إلى» فالمراد به الرسالة، ولذلك لا يقول أحدنا: أرسلت غلامي على فلان، إذا بعثه إليه برسالة.
  وهذا ظاهر.
  ٤٥٧ - فأما قوله تعالى، من قبل: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً}[٧٦] فقد بينا أنه لا ظاهر له، وأنه يتأول على زيادة الألطاف والأدلة والبيان، أو على الثواب والتعظيم.
(١) ساقطة من د.