مكانته:
مكانته:
  كان في غزارة علمه، وانتشار فضله وحلمه، حيث لا يفتقر إلى بيان، فقد بلغ من العلم مبلغاً يختار ويصنف وله سبع عشرة سنة، وكان أعلم الناس حتى بمذاهب الآخرين وأصولهم، و «أفاض كثيراً في تدعيم الحجج لأهل العدل والتوحيد كما أفرد الكثير من رسائله وكتبه لهذا الموضوع، واهتم بتفنيد كل ما يخطر للمجيرة على بال من الحجج والشبهات وخاصة في كتابه الذي رد به على الحسن بن محمد بن الحنفية، ... والذي يعد عملاً فكرياً بالغ الأهمية والخطورة في موضوع العدل والتوحيد»، «وإن نظرة سريعة على تعداد الكتب والرسائل التي حفظت لنا من آثار الإمام يحيى حتى الآن، والتي تناول فيها الكثير من مناحي الفكر الإسلامي، تشير إلى مدى علمه وسعة أفقه وطول باعه في هذا الميدان» كما يقول الدكتور محمد عمارة، وكتبه ورسائله موجودة بحمد الله يمكن التعرف على علمه معاينة ومنها هذا العدل والتوحيد.
  وأما زهده فقد «كان # في الورع والزهد، والعبادة إلى حدٍّ تقصر العبارة دونه، وظهور ذلك يغني عن تكلّف بيانه»، وفي سيرت رته ما يكفي.
إمامته:
  قام سنة ٢٨٠ هـ في اليمن، وأقام به الله الدين وأحيا به رسوم الفرائض والسنن، فجدد أحكام خاتم النبيين، وآثار سيد الوصيين، وله مع القرامطة الملحدين عن الإسلام نيف وسبعون وقعة، كانت له اليد فيها كلها، ومع المتمردين على القانون من بني الحارث وطريف ويعفر، وخطب له بمكة سبع سنين، وامتلأت اليمن عدلاً وتوحيداً، وإرشاداً وتسديداً، ومهد قواعد السياسة النبوية تمهيداً، وأفنى المفسدين عن الأرض قمعاً وتشريداً.
تراثه الفكري:
  خلف الإمام الهادي # تراثاً فكرياً كلامياً فقهياً جليلاً له التأثير البالغ في الفكر الإسلامي عموماً وقد تميز هذا التراث بالأصالة الإسلامية عقلاً وقرآناً ومن