التجريد في الفقه على المذهب الزيدي،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

مقدمة

صفحة 3 - الجزء 1

  

مقدمة

  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله الطاهرين.

  وبعد:

  لقيت نصوص الإمامين القاسم بن إبراهيم الرسي - المتوفى سنة ٢٤٦ هـ -، وحفيده الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم - المتوفى سنة ٢٩٨ هـ -، عناية فائقة من قبل الزيدية وعليها بنيت مذاهب ضمن الزيدية وترجع أسباب العناية إلى كون العلمين من أئمة أهل البيت وفقاً للشروط والقواعد الزيدية، وأهل البيت واجب اتباعهم بناء على النصوص الواردة في ذلك نحو قول النبي ÷: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي»⁣(⁣١).

  والسبب الآخر يعود إلى أصالة منهجهما وقيامه على أصول محكمة وهي العقل، ثم الكتاب، ثم السنة، ثم الإجماع، قال الإمام القاسم: «ثلاث حجج احتج بها المعبود على العباد وهي العقل والكتاب والرسول. فجاءت حجة العقل بمعرفة المعبود، وجاءت حجة الكتاب بمعرفة التعبد، وجاء الرسول بمعرفة العبادة. والعقل أصل الحجتين الآخرتين، لأنهما عرفا به ولم يعرف بهما، فافهم ذلك، ثم الإجماع من بعد ذلك حجة رابعة مشتملة على جميع الحجج الثلاث، وعائدة إليها.

  ثم اعلم أن لكل حجة من هذه الحجج أصلاً وفرعاً، والفرع مردود إلى أصله؛ لأن الأصول محكمة على الفروع، فأصل المعقول ما أجمع عليه العقلاء ولم


(١) سنن الترمذي ج ٥ ص ٦٦٢.