شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[3 - المفعول له (لأجله)]

صفحة 139 - الجزء 2

[٣ - المفعول له (لأجله)]

  ص: وَالمَفْعُولُ لَهُ، وَهُوَ المَصْدَرُ المُعَلِّلُ لِحَدَثٍ شَارَكَهُ وَقْتًا وَفَاعِلاً، كـ «قُمْتُ إجْلَالاً لَكَ».

[تعريف المفعول لأجله]

  ش: الثالث من المفاعيل: المفعول له، ويسمى المفعول لأجله، ومن أجله، وهو: المصدر الذي جعل علة لحدث وفاعلهما واحد وزمنهما واحد، نحو: «قمت إجلالا لك»، فـ «إجلالا» هو المفعول لأجله، وقد تمت فيه الشروط:

  فإنه مصدر، وهو علة لحدث وهو القيام، وفاعلهما واحد وهو المتكلم، وزمنهما واحد؛ لأن القيام والإجلال زمنهما واحد، فلما استوفيت هذه الشروط انتصب «إجلالا» في المثال.

  ***

  ص: فَإِنْ فَقَدَ المُعَلِّلُ شَرْطًا جُرَّ بِحَرْفِ التَّعْلِيلِ، نحو: {خَلَقَ لَكُم}⁣[البقرة ٢٩]، و «وَإِنِّي لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ»، و «فَجئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَا».

  ش: فإذا نقص شرط جر بحرف التعليل، نحو: {خَلَقَ لَكُم(⁣١)}، فإن الضمير في: «لكم» هو العلة في الخلق، لكن ليس بمصدر فجر باللام. ومثال ما اختلف فيه الفاعل قوله:


= نصبه الفتحة الظاهرة، عند من يقول: إن مما ينوب عن المصدر صفته. وأما من لم يقل بذلك فـ «رغدا»: حال، والتقدير: كُلا حالة كون الأكل رغدا، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {رغدا}، حيث جاء {رغدا} نائبا عن المصدر، عند من يقول: إن مما ينوب عن المصدر صفته. أو حال من مصدر الفعل عند من يقول إن {رغدا} ليس صفة مصدر.

(١) الإعراب: خلق: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير تقديره هو في محل رفع. لكم: جار ومجرور متعلق بخلق.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {خلق لكم}، حيث المخاطبون هم العلة في الخلق، وخفض ضميرهم باللام، لأنه ليس مصدرا، ولذا لم تنتصب مفعولا لأجله؛ لاختلال الشروط.