شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

باب العدد

صفحة 192 - الجزء 2

باب العدد

ص: بَابُ الْعَددِ:

  العَدَدُ مِنْ «ثَلاثَةٍ» إلَى «تِسْعَةٍ» يُؤنَّثُ مَعَ المُذَّكَرِ، وَيُذَكَّرُ مَعَ المُؤَنَّثِ دَائِمًا، نحو: {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ}⁣[الحاقة ٧]، وَكَذَلِكَ «العَشْرَةُ» إِنْ لم تُرَكَّبْ، وَمَا دُونَ الثَّلاثَةِ وَفَاعِلٌ كَـ «ثَالِثٍ» وَ «رَابعٍ» عَلَى القِيَاس دَائمًا، وَيُفْرَدُ «فَاعِلٌ»، أَوْ يُضَافُ لِمَا اشْتُقَّ مِنْهُ أَوْ لمَا دُونَهُ، أَوْ يَنْصِبُ مَا دُونَهُ.

  ش: العدد من «ثلاثة» إلى «تسعة» يذكر مع المؤنث، تقول: «ثلاث بنات»، ويؤنث مع المذكر، تقول: «أربعة رجال»، على خلاف القياس، وقال تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ(⁣١)}⁣[الحاقة ٧].

  وأما «العشرة» فهي على خلاف القياس - أيضًا -؛ تذكَّر مع المؤنث، وتؤنث مع المذكر، تقول: «عشرة رجال» و «عشر نسوة»، مثل «ثلاثة»، ما لم تركب؛ فإن رُكِّبت فهي على القياس، تقول: «ثلاثة عشر رجلًا» و «ثلاث عشرة امرأة».

  وما دون «الثلاثة»، وهو «واحد» و «اثنان»، وما كان على وزن «فاعل»، كـ «ثالث» و «ثانٍ» و «رابع» يذكر مع المذكر، ويؤنث مع المؤنث، على القياس دائمًا، تقول: «واحد» و «واحدة»، و «اثنين» و «ثانٍ»، و «اثنتين» و «ثانية»، و «رابع» و «رابعة».

  واعلم أن لاسم العدد الذي على وزن «فَاعِل» كـ «رابع» و «خامس» أربع حالات:

  ١ - يفرد، كـ «رابع» و «خامس».


(١) الإعراب: سخرها: سخر: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمر مستتر جوازا تقديره هو والهاء ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. عليهم: جار ومجرور متعلق بسخر. سبع: ظرف زمان متعلق بسخرها. وسبع مضاف وليال: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. وثمانية: الواو حرف عطف، ثمانية معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وثمانية مضاف وأيام: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {سبع ليال ... ثمانية أيام}، حيث جاءت {سبع} مذكرة مع المؤنث {ليال} و {ثمانية} مؤنثة مع المذكر {أيام}، على خلاف القياس.