شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[أنواع البدل]

صفحة 191 - الجزء 2

  ولا يلزم من عدم جواز حلوله محل الأول في بعض الأحوال لمانع صناعي أنهما اثنان، بل الرأي رأي من جعل التوابع أربعه.

[أنواع البدل]

  ص: وَهُوَ سِتَّةٌ: بَدَلُ كُلٍّ، نحو: {مَفَازاً حَدَائِقَ}⁣[النبأ ٣١ - ٣٢]، وَبَعْضٍ، نحو: {مَنِ اسْتَطَاعَ}، وَاشْتِمَالٍ، نحو: {قِتَالٍ فِيهِ}⁣[البقرة ٢١٧]، وَإِضْرَابٍ، وَغَلَطٍ، وَنِسْيَانٍ، نحو: «تَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ دِينَارٍ» بِحَسَبِ قَصْدِ الأَوَّلِ وَالثَّانِي، أَوِ الثَّانِي وَسَبْقِ اللِّسَانِ، أَوِ الأوَّلِ وَتَبَيُّنِ الخَطَإِ.

  ش: أنواع البدل ستة:

  [الأول]: بدل كل من كل: وهو ما كان البدل فيه نفس المبدل منه، كـ «جاء زيد أخوك».

  الثاني: بدل بعض من كل، نحو: «أكلت الرغيف ثلثه».

  الثالث: بدل الاشتمال: وهو ما كان البدل فيه من صفات المبدل منه، ومما اشتمل عليه، نحو: «نفعني زيد علمُه»، أو «وعظُه»، أو «نصحُه».

  وإذا قلت: «تصدقتُ بدرهمٍ دينارٍ»:

  فإن أردت أن تخبر بالدرهم، ثم بدا لك بعدُ أنْ تخبرَ بالدينار - فهو بدل الإضراب، وهو الرابع.

  وإن أردت أن تخبر بالدينار ثم سبق لسانك فنطق بالدرهم، فأصلحت الغلط بقولك: «دينار» - فهو بدل الغلط، وهو الخامس.

  وإن نسيت أنك تصدقت بدينار، فقلت: «بدرهم»، ثم تبيَّنَ لك بعدُ، فقلت: «دينار» - فهو بدل النسيان، وهو السادس.

  وأوضح من هذا: أن تقول: «تصدقت بدينار درهم» فإن الغلط والنسيان يتضحان لك في هذا المثال أعظم من الأول.