[السادس: المضاف إلى معرفة]
  والتعريف الجنسي قد يكون:
  · لاستغراق الأفراد؛ كقوله تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(١)}[العصر ٢].
  وعلامته: صحة الاستثناء.
  · وقد يراد به الجنس من دون اعتبار للأفراد، كما يقال: «الرجلُ خيرٌ من المرأة»، فليس المراد أن كل رجل خير من كل امرأة، بل هذا الجنس خير من هذا.
  · وقد يراد استغراق الصفات، كما يقال: «زيدٌ الرجل»، أي: الجامع للصفات الحميدة، حتى كأن غيره ليس برجل، مبالغة في المدح.
  ص: وإبْدَالُ اللاَّم ميماً لُغَةٌ حِمْيَرِيَّةٌ.
  ش: لغة حمير إبدال اللام ميما، فيقولون في الرجل والبيت: «امرجل»، و «امبيت»، وليست هذه خاصة بحمير، بل هي شائعة في الكثير من قُبُلِ اليمن.
[السادس: المضاف إلى معرفة]
  ص: وَالمُضَافُ إلَى وَاحدٍ مِمَّا ذُكِرَ، وهُوَ بِحَسَبِ مَا يُضَافُ إلَيْه إلَّا المُضَافَ إلَى الضَّمِيرِ فَكالْعَلَمِ.
  ش: هذا هو النوع السادس من المعارف، وهو المضاف إلى واحد من المعارف المتقدمة، كـ «غلامي»، و «غلام زيد»، و «غلام هذا»، و «غلام الذي قام أبوه»، و «غلام الرجل». وهو في التعريف في رتبة ما يضاف إليه؛ لأنه اكتسب التعريف مما أضيف إليه. والضمير أعرف المعارف، ثم الذي بعده، إلى آخرها، فالمعرف بـ «أل» أضعفها(٢).
(١) الإعراب: إن: حرف توكيد ونصب. الإنسان: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. لفي: اللام: المزحلقة، في: حرف جر. خسر: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة في محل رفع خبر إن.
الشاهد فيه: قوله تعالى: {الإنسان}، حيث جاءت «أل» هنا التي لتعريف الجنس، لاستغراق أفراد جنس الإنسان، وعلامته: أنك يصح أن تستثني فردا أو أكثر منه، بخلاف «أل» التي لتعريف الجنس كما في قوله تعالى: {وخلق الإنسان ضعيفا}، فلا يصح أن تستثني؛ لأنك تنظر إلى حقيقة أو ماهية الإنسان، لا إلى أفراده.
(٢) ولي في هذا الترتيب نظر؛ وجه النظر: أنه ليس أعرف المعارف إلا ضمير المتكلم، والمخاطب، واسم الإشارة إلى الحاضر، أما ضمير الغائب فهو في رتبة من يعود إليه، أما العائد إلى نكرة =