[تعريف البدل]
  و «أم» و «لا» و «لكن» و «بل»، وبعضهم زاد «إما»، وعدها عشرة، وهو قوي؛ لأن ما بعدها شارك ما قبلها في الإعراب، وهو الجامع بين حروف العطف، وإلا فلكل حرف معنى، فإذا وجدوا حرفا ما بعده تابع لما قبله في الإعراب سموه حرف عطف، و «إما» كذلك.
  فإن قيل: حرف العطف الواو.
  قيل له: الواو مع «إما» ليس على معناه، وهو مطلق الجمع بل هو مع «إما» للتخيير، فقد صارت مع «إما» على غير معناها الأصلي.
[٥ - البدل]
  ص: وَالْبَدَلُ، وَهُوَ تَابعٌ مَقْصُودٌ بِالحكْمِ بِلا وَاسِطَةٍ.
[تعريف البدل]
  ش: هذا هو الخامس من التوابع: وهو البدل: وهو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة.
  هذا حد المؤلف، وقد أخرج عطف النسق؛ لأنه مقصود بالحكم لكن بواسطة حرف العطف، وليس كل عطف نسق مقصودا بالحكم كالمعطوف بـ «لا» و «لكن» و «بل» بعد نفي. ولكنه لم يخرج التوكيد ولا عطف البيان، وإن قال: إنه قد خرج وكأنه أراد أنه ما جيء بها ليحكم عليها بل لغرض آخر، وهو التوكيد في بابه، والتوضيح أو التخصيص في البيان.
  ولكنا نقول: وكذا البدل ما جيء به إلا لغرض، وإلا كان عريا عن الفائدة، سيما في بدل كل من كل الذي يريدون أن يفرقوا بينه وبين البيان، ولم يظهر إلا أنهما شيء واحد.
  ففي كل منهما تبيين وتوضيح أو تخصيص، بل هما شيء واحد، ولهذا يمثلون لهما بمثال واحد قالوا: إن عطف البيان يعرب بدل كل من كل؛ لأنه هو.