شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[أنواع المصدر العامل]

صفحة 168 - الجزء 2

  التأخير من الجهتين فجاز الفصل؛ لأنه في نية عدم الفصل.

  ويقال لهم: لا بد لرجعه من زمان فما هو؟ وما الزمان الذي وقع الخلاف فيه بين الله تعالى وبين الكفار؟! أليس يوم القيامة، وهو يوم تبلى السرائر الذي وقع فيه النزاع، وهو الذي أخبر الله برجعه فيه.

  أو نقول: إنه يجوز في الظروف ما لا يجوز في غيرها.

  الثامن: أن لا يتقدم معموله، وأجازه السهيلي في الجار والمجرور، واستدل بقوله تعالى: {لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً(⁣١)}⁣[الكهف ١٠٨]، وكلامه قوي.

[أنواع المصدر العامل]

  ص: وَإِعْمَالُهُ مُضَافًا أكْثَرُ، نحو: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ}⁣[البقرة ٢٥١]، وقَوْلِ الشَّاعرِ: أَلاَّ إنَّ ظُلْمَ نَفْسِهِ المَرْءُ بَيِّنٌ ...

  وَمُنَوَّنًا أَقْيَسُ، نحو: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيْماً}⁣[البلد ١٤]، وبـ «اَلْ» شَاذٌ، نحو: وكَيْفَ التَّوقِي ظَهْرَ مَا أَنْتَ رَاكِبُهْ.

  ش: ينقسم المصدر العامل إلى ثلاثة أقسام:

  ١ - المضاف، وإعماله أكثر، كقوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً(⁣٢)}⁣[آل عمران ٩٧]، وهو مضاف إلى مفعوله.


(١) الإعراب: لا: حرف نفي. يبغون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو في محل رفع فاعل. عنها: جار ومجرور متعلق بحولا. حولا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {عنها حولا}، حيث استدل السهيلي على جواز تأخر المصدر عن معموله بهذه الآية، إذا كان جارا ومجرورا، حيث عد {عنها} متعلقا بالمصدر {حولا}، خلافا للجمهور الذين يشترطون تقديم المصدر على معموله.

(٢) الإعراب: ولله: الواو استئنافية، لله: اللام حرف جر، الله: لفظ الجلالة اسم مجرور، وشبه الجملة في محل رفع خبر مقدم. على الناس: جار ومجرور. حج: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وحج مضاف والبيت: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. من: اسم موصول في محل جر بدل من الناس، وحرك لالتقاء الساكنين. هذا المشهور، وقيل: فاعل =