شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[4 - عطف النسق]

صفحة 186 - الجزء 2

  ما فيه «أل» إلى الخالي عنها لا تجوز، فلا يصح أن يكون بدلا.

  وأما في البيت الثاني، وهو قوله:

  ٥٦ - أيا أَخَوَينَا عَبْدَ شَمسٍ وَنَوفَلا⁣(⁣١) ... ................................

  فلأن «نوفلاً» منصوب، وإذا حلَّ «عبد شمس» و «نوفل» محل «أخوينا» - إذا قدرناهما بدلاً - لزم عطف «نوفل»، وهو منصوب على المنادى، وقد تقدم أن المعطوف عطف نسق إذا كان مجردا من «أل» كالمنادى المستقل، فكان يجب بناؤه على الضم، وهذا هو المانع من أن يكونا بدلين.

[٤ - عطف النسق]

  هذا هو الرابع من التوابع: وهو عطف النسق، وهو: التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف الآتي ذكرها.


(١) عجز البيت: أعيذكما بالله أن تحدثا حربا

اللغة والمعنى: عبد شمس: فصيلة من قريش، منهم بنو أمية. نوفل: فصيلة أخرى من قريش أيضاً. أعيذكما بالله: يريد: ألجأ إلى الله من أجلكما، أو أحصنكما بالله وأجعلكما في رعايته؛ مخافة أن تشعلا نار الحرب بينكما.

الإعراب: أيا: حرف نداء. أخوينا: منادى منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. عبد: عطف بيان على «أخوينا»، وهو مضاف. وشمس: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ونوفلا: الواو حرف عطف، نوفلا: معطوف على «عبد» منصوب بالفتحة الظاهرة. أعيذكما: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"كما": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. بالله: الباء حرف جر، الله: اسم الجلالة مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل «أعيذ». أن: حرف نصب. تحدثا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. حربًا: مفعول به منصوب بالفتحة.

الشاهد فيه: قوله: «يا أخوينا عبد شمس ونوفلا»، فإن قوله: «عبد شمس» عطف بيان على قوله: «أخوينا»، ولا يجوز أن يكون بدلًا منه؛ لأنه لو كان بدلًا لكان حكمه وحكم المعطوف عليه بالواو واحدًا. واستلزم ذلك أن يكون كل واحد منهما كالمنادى المستقل؛ لأن البدل من المنادى يعامل معاملة نداء مستقل لكونه على نية تكرار العامل الذي هو هنا حرف نداء، وهو يستدعي أن يكون قوله: «نوفلًا» مبنيًّا على الضم لكونه علمًا مفردًا، لكن الرواية وردت بنصبه، فدلت على أنه لا يكون حينئذ بدلًا.