شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

باب النائب عن الفاعل

صفحة 117 - الجزء 2

  تقديره: بئس هو أي: البدلُ بدلًا.

  ولا يجوز تقديم المخصوص بالمدح أو الذم على الفاعل ولا على التمييز، خلافاً للكوفيين، و {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} يقوِّي كلامهم.

  وقد يحذف المخصوص إذا دل عليه دليل، نحو: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ(⁣١)}⁣[ص ٣٠]، أي: نعم العبد أيوب.

باب النائب عن الفاعل

  ص: يُحْذَفُ الْفَاعِلُ فَيَنُوبُ عَنْهُ فِي أَحْكَامِهِ كُلِّهَا مَفْعُولٌ بِهِ، فإِنْ لَمْ يُوجَدْ فَمَا اخْتَصَّ وتَصَرَّفَ مِنْ ظَرْفٍ أَوْ مَجْرُورٍ أَوْ مَصْدَرٍ.

  ش: هذا هو السادس من مرفوعات الأسماء، وهو النائب عن الفاعل، وذلك أنه قد يحذف الفاعل لغرض من الأغراض: إما للجهل به، أو لقصد إخفائه، أو غير ذلك، فينوب عنه المفعول به، ويعطى جميع أحكامه:

  ١ - فيصير عمدة بعد أن كان فضلة.

  ٢ - ومرفوعا بعد أن كان منصوبا.

  ٣ - ويؤنث له الفعل إذا كان مؤنثاً، تقول: «ضُرِبَتْ هندٌ».

  وإذا لم يوجد المفعول به ناب إما الظرف أو الجار والمجرور أو المصدر، بشروط ثلاثة:


= هو، والتقدير بئس البدل بدل الظالمين.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {بئس للظالمين بدلا}، حيث جاء فاعل {بئس} الجامد ضميرا مستترا وجوبا مفسرا بنكرة، جاءت تمييزا، والتقدير: بئس هو بدلا، أي: البدل.

(١) الإعراب: نعم: فعل ماض مبني على الفتح يفيد المدح. العبد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره هو. إنه: إن حرف توكيد ونصب، والهاء: ضمير في محل نصب اسم إن. أواب: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {نعم العبد}، حيث جاء المخصوص بالمدح «أيوب» محذوفا لدلالة السياق عليه.