[شرط الحال]
  وكذا قد يرد إشكال على قوله: فضلة، وهو قوله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً(١)}[الإسراء ٣٧]، فإنه حال، ولا يتم المعنى المقصود إلا به؛ لأنه لا يريد النهي عن المشي في الأرض مطلقا، بل مشي المرح.
  وأجيب بأن المراد بالفضلة: الواقع بعد تمام الجملة، أي: تمام الكلام، وهو الفعل والفاعل.
  وقد يرد على قوله: يقع في جواب «كيف» قوله تعالى: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(٢)}[البقرة ٦٠]؛ لأن العثو هو الفساد، فلا يقال: كيف العثو.
  وأجيب بأن الحال حالان: حالٌ مؤكِّدة كهذه الآية، وحال مُبَيِّنَة، والمراد هنا: الحال المبينة.
  ولو قال: هو الاسم المنصوب المؤكد لعامله أو المبين لما انبهم من الهيئات أو من هيئات صاحبه - لسلم من هذه الإشكالات.
[شرط الحال]
  ص: وشَرْطُهَا التَّنْكِيرُ.
  ش: وشرط الحال أن تكون نكرة، كهذه الأمثلة المتقدمة، فإن جاءت بلفظ المعرفة أُوِلَتْ بنكرة، نحو: «اجتهد وحدك»، فإن «وحدك» حال وهو معرفة لإضافته إلى الضمير، وقد أوَّلوه بمنفرد.
(١) الإعراب: ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف نهي وجزم. تم ش: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. في الأرض: جار ومجرور متعلق بـ «تمش». مرحا: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {مرحا}، حيث جاءت حالا واقعة بعد تمام الجملة، ولا يصح الاستغناء عنها؛ لأننا لو حذفناها لبقيت الجملة: «ولا تمش في الأرض»، فيفسد المعنى.
(٢) الإعراب: ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف نهي وجزم. تعثوا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو في محل رفع فاعل. في الأرض: جار ومجرور متعلق بـ «تعثوا». مفسدين: حال منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {مفسدين}، حيث جاءت دالَّةً على معنى العامل: {تعثوا} وخالفته لفظا، فهي مؤكدة أكدت العامل