[3 - ظن وأخواتها]
[أحكام نعت اسم «لا» إذا كان مفردًا]
  هذه أحكام العطف، وأما أحكام النعت إذا كان اسمها مفردًا ونُعِتَ بمفرد، نحو: «لا رجلَ ظريفَ في الدار» جاز في النعت ثلاثة أوجه:
  ١ - الفتح لتركبه مع اسم «لا» تركيب خمسة عشر.
  ٢ - النصب بالتبعية على محل اسم «لا»؛ لأنه نعت له.
  ٣ - الرفع على أن «لا» ملغاة ويعود له حكم الأصل وهو الابتداء، ويكون تابعا له على محله؛ لأنه مبتدأ.
  فإن فصل بينهما فاصل، نحو: «لا رجل في الدار ظريف»، أو كانت الصفة غير مفردة، نحو: «لا رجلَ طالعًا جبلًا» - امتنع الفتح لزوال السبب، وبقي الرفع والنصب كما مر.
  هذه وجهة نظر، فأما النحويون المتأخرون فقالوا: إن التابع سواء العطف والنعت - أنه إذا كان منصوبا فهو تابع للاسم الأول على محله؛ لأن محله النصب بـ «لا»، وإذا كان مرفوعا فهو تابع لـ «لا» واسمها، فإن محله الرفع على الابتداء عند سيبويه.
[٣ - ظنَّ وأخواتها]
  ص: الثَّالِثُ: «ظَنَّ» و «رَأَى» و «حَسِبَ» و «دَرَى» و «خَالَ» و «زَعَمَ» و «وَجَدَ» و «عَلِمَ» القَلْبِيَّاتُ، فَتَنْصِبُهُما مَفْعُولَيْن، نحو: «رَأَيْتُ اللهَ أَكْبرَ كُلِّ شَيْءٍ».
  ش: هذا هو الباب الثالث من النواسخ، وهو ما ينصب المبتدأ والخبر معا على أنهما مفعولان، وهو أفعال القلوب، وهي:
  «ظن»، نحو: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً(١)}[الإسراء ١٠٢]، فـ «الكاف»
(١) الإعراب: وإني: الواو حرف عطف، إن: حرف توكيد ونصب، والياء: ضمير المتكلم في محل نصب اسم إن. لأظنك: اللام المزحلقة للتوكيد، أظنك: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا في محل رفع، والكاف في محل نصب مفعول به أول. يا: أداة نداء. فرعون: منادى مبني على الضم في محل نصب. مثبورا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والجملة في محل رفع خبر إن.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {أظنك ... مثبورا}، حيث نصب بالفعل «أظن» مفعولين، أصلهما =