[8 - باب الاستثناء]
  وأما في الحال فقد تقدم، نحو: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(١)}، إلا أن التأكيد في الحال معنوي، أو لفظي كقوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا}[النساء: ٧٩]، وفي التمييز لفظي كما ترى.
[٨ - باب الاستثناء]
  ص: والمُسْتَثْنَى بـ «إِلا» مِنْ كَلام تامٍّ مُوجَبٍ، نحو: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِّنْهُمْ}[البقرة ٢٤٩]. فَإِنْ فُقِدَ الإيجَابُ تَرَجَّحَ البَدَلُ في المُتَّصِلِ، نحو: {مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ}[النساء ٦٦]، والنَّصْبُ في المُنْقَطِعِ عِنْدَ بَنِي تَمِيمِ، ووَجَبَ عِنْدَ الحِجَازِيِّينَ، نحْوُ: {مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ}[النساء ١٥٧]، مَا لمْ يَتَقَدَّمْ فِيهِمَا فالنَّصْبُ؛ نحْوُ قَوْلِهِ:
  وَمَا لِيَ إِلَّا آلَ أَحْمَدَ شِيعَةٌ ... وَمَا لِيَ إِلَّا مَذْهَبَ الْحَقِّ مَذْهَبُ
  أوْ فُقِدَ التَّمَامُ فَعَلَى حَسَبِ العَوَامِلِ، نحو: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ}[القمر ٥٠]، ويُسَمَّى مُفَرَّغًا.
[تعريف الاستثناء، وأقسامه]
  ش: هذا هو الحادي عشر من المنصوبات، وهو المستثنى إذا كملت شروط النصب. والاستثناء: هو الإخراج بـ «إلا» أو إحدى أخواتها لما لولاه لدخل،
= ويستوي فيه المذكر والمؤنث، وهو البليغ، والمراد هنا المرأة التي تأتزر بحشية تعظم بها عجيزتها. الشاعر يذمهم بدناءة الأصل، وبأنهم في شدة الفقر وسوء العيش حتى إن المرأة منهم لتمتهن في الأعمال وتبتذل في الخدمة، فيذهب عنها اللحم، فتضطر إلى أن تتخذ حشية.
الإعراب: والتغلبيون: الواو بحسب ما قبلها، التغلبيون: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. بئس: فعل ماض جامد لإنشاء الذم. الفحل: فاعل مرفوع. فحلهم: فحل خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو، وهو مضاف، وهم: ضمير في محل جر بالإضافة. فحلًا: تمييز منصوب. وأمهم: الواو استئنافية، أمهم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، وهم: ضمير في محل جر بالإضافة. زلاء: خبر المبتدأ مرفوع. منطيق: خبر ثان للمبتدأ.
الشاهد فيه: قوله: «فحلًا»، فإنه تمييز عند بعض النحاة وهو مؤكد.
(١) سبق إعرابها.