شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[جواز الإعمال والإهمال في «إن» المخففة]

صفحة 88 - الجزء 1

  وقال الشاعر:

  ١٨ - أَعِدْ نَظَرًا يَا عَبْدَ قَيْسٍ لَعَلَّمَا ... أَضَاءَتْ لَكَ النَّارُ الحِمَارَ المُقَيَّدَا⁣(⁣١)

  إلا «ليت» فيجوز فيها الإعمال والإهمال؛ والإعمال أرجح، وقد روي بالوجهين قول الشاعر:

  ١٩ - قالت: ألا ليتما هذا الحَمَامَُ لنا ... إلى حمَامَتِنا أو نصفَهُ فَقَدِ⁣(⁣٢)

  برفع «الحمام» ونصبه.

[جواز الإعمال والإهمال في «إنْ» المخففة]

  ص: كَـ «إنِ» المَكْسُورَةِ مُخَفَّفَةً.

  ش: يعني أن «إنَّ» المكسورة إذا خففت جاز فيها الإعمال والإهمال، مثل «ليت» إذا لحقتها ما الحرفية، ولكن الإهمال أرجح، عكس ليت، قال الله تعالى: {وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ(⁣٣)}⁣[يس ٣٢].


(١) الإعراب: أعد: فعل أمر، والفاعل: أنت. نظرا: مفعول به منصوب. يا: حرف نداء. عبد: منادى منصوب، وهو مضاف. قيس: مضاف إليه مجرور. لعلما: حرف ترجٍ، وما: الكافة. أضاءت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. لك: جار ومجرور متعلقان بأضاءت. النار: فاعل مرفوع. الحمار: مفعول به منصوب المقيدا: نعت الحمار منصوب، والألف: للإطلاق.

الشاهد فيه: قوله: «لعلما أضاءت ..»، حيث اقترنت «ما» الزائدة، فكفتها عن العمل في الاسم والخبر، ودخلت على الجملة الفعلية، وهي جملة: «أضاءت».

(٢) الإعراب: قالت فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل هي. ألا: حرف استفتاح وتنبيه. ليتما: حرف تمن ونصب. وما: زائدة. هذا: اسم إشارة في محل نصب اسم ليت، إذا روي الحمام بالنصب، أو مبتدأ إذا روي الحمام بالرفع. الحمام: بدل من هذا منصوب على رواية الإعمال والنصب، أو بدل مرفوع على رواية الإهمال والرفع. لنا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليت أو خبر المبتدأ. إلى حمامتنا: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من اسم ليت، وهو مضاف، و «نا»: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. أو: حرف عطف. نصفه: معطوف على هذا، وهو مضاف والهاء في محل جر بالإضافة. فقد: الفاء: فاء الفصيحة. قد: اسم بمعنى كاف، مبني في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقديره: وإن حصل فهو كاف.

الشاهد فيه: قوله: «ليتما هذا الحمام ..»، حيث روي بنصب الحمام على إعمال «ليت» عمل «إنَّ»، وروي برفع الحمام على إهمال «ليت».

(٣) الإعراب: وإن: الواو: استئنافية، إن: مخففة من الثقيلة. كل: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة =