شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[3 - جواز حذف كان وحدها أو مع اسمها]

صفحة 82 - الجزء 1

  ومثال ما اجتمعت فيه الشروط: {وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً(⁣١)}⁣[مريم ٢٠].

  وقول الشاعر:

  ١٥ - أَلم أَكُ جارَكُمْ ويَكونَ بيني ... وبينَكُمُ الموَدّةُ والإخاءُ⁣(⁣٢)

[٣ - جواز حذف كان وحدها أو مع اسمها]

  ص: وحَذْفِها وحْدَهَا مُعَوِّضاً عَنَها «مَا» في مِثْل: «أمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ⁣(⁣٣)»،


(١) الإعراب: ولم: الواو حرف عطف، لم: حرف نفي وجزم وقلب. أك: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف، واسم أكن: ضمير مستتر تقديره أنا. بغيا: خبر أكن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {لم أك}، حيث حذفت نون «أكن»؛ لأن أصلها «أكونُ»، فحذفت الضمة للجازم، والواو لالتقاء الساكنين، والنون للتخفيف.

(٢) المعنى: يوبخ الشاعر من يخاطبه، قائلا له: كنت مواليا لكم ونازلا في جواركم، وكان بيني وبينكم ألفة ومودة، ثم انحرفت عنكم إلى غيركم، وما ذاك إلا لأنكم غير أهل للجوار والمودة.

الإعراب: ألم: الهمزة للاستفهام الإنكاري، لم: حرف نفي وجزم وقلب. أك: أصلها: أكن، وحذفت النون للتخفيف، فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، وهو مجزوم وعلمة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف، واسمه: ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ... جاركم: جار خبر أكن منصوب بالفتحة الظاهرة، وجار مضاف والكاف ضمير المخاطب مضاف إليه، والميم للجمع. ويكون: الواو واو المعية، يكون: فعل مضارع ناقص، وهو منصوب بـ «أن المصدرية» المضمرة وجوبا بعد واو المعية، وعلامة نصبة الفتحة الظاهرة. بيني: بين ظرف متعلق بمحذوف خبر يكون مقدم، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. وبينكم: الواو حرف عطف، بين: ظرف معطوف على الظرف السابق، وبين مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، والميم للجمع. المودة: اسم يكون تأخر عن الخبر، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والإخاء: الواو حرف عطف، والإخاء معطوف على المودة، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: «أك»، حيث حذف نون «أكن».

(٣) البيت كاملا: أبا خُرَاشَةَ أمَّا أنت ذا نفرٍ ... فإنَّ قوميَ لم تأكُلْهُمُ الضّبُعُ

اللغة والمعنى: أبا خراشة: كنية خفاف بن ندبة، أسلم وشهد حنينًا، وقيل: شهد فتح مكة. وذا نفر: النفر: الرجال من ثلاثة إلى تسعة، ويريد به ذا رهط كثير العدد، وأصل الضبع: الحيوان المعروف ثم استعير للسنة المجدبة، يقول الشاعر: إن كنت تفخر علينا بكثرة عدد قومك فإنه لا فخر لك في ذلك؛ لأنني أفاخر بقومي أصحاب القوة والمنعة، الذين لم تأكلهم السنوات المجدبة، ولم تؤثر فيهم الأرزاء والأزمات.

الإعراب: أبا: منادى بحرف نداء محذوف، منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الستة. وأبا مضاف وخراشة: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة؛ لأنه ممنوع من الصرف. أما: مركبة من أن المصدرية المدغمة في ما الزائدة النائبة عن كان المحذوفة. أنت: اسم كان المحذوفة. ذا نفر: خبر كان المحذوفة، وذا مضاف ونفر مضاف إليه، والمصدر المؤول من أن وما دخلت عليه في محل جر بلام تعليل محذوفة، والتقدير: لكونك ذا نفر. فإن: الفاء =