شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[مواضع تمييز النسبة]

صفحة 151 - الجزء 2

  وكذا تمييز «كم الاستفهامية» منصوب مفرد، تقول: «كم عبدا ملكتَ».

  وأما تمييز «كم الخبرية» فمجرور، وتارة يكون مفردا، وتارة يكون مجموعاً، تقول: «كم إماء ملكتُ» و «كم درهم أنفقتُ».

  ولك في تمييز «كم الاستفهامية» إذا جرت بحرفٍ النصبُ والجرُّ بتقدير: «من»، تقول: «بكم درهما اشتريت» و «بكم درهم اشتريت»، أي: بكم من درهم.

[مواضع تمييز النسبة]

  ص: وَيَكُونُ التَّمْييزُ مُفسِّراً للنِّسْبَةِ: مُحَوَّلاَّ، كـ {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً}⁣[مريم ٤]، {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً}⁣[القمر ١٢]، و {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً}⁣[الكهف ٣٤]، أَوْ غَيْرَ مُحَوَّلٍ، نَحْوُ: «امْتَلأ الإنَاءُ مَاءً».

  وقَدْ يُؤكِّدَانِ نَحْوُ: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}⁣[البقرة ٦٠] وقَوْلَه: «مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ الْبَرِيِّة دِيناً». ومِنْهُ: «بِئْسَ الْفَحْلُ فَحْلُهُمُ فَحْلاً»، خِلافاً لِسِيْبَوَيْهِ.

  ش: قد تقدم شرح المفسر للذات، ومحال وقوعه.

  وأما تمييز النسبة فقد يقع:

  ١ - محولا عن فاعل، نحو: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً(⁣١)} أصله - والله أعلم -: اشتعل شيب الرأس، فكان الشيب فاعلا، ثم قدم لفظ الرأس وارتفع على الفاعلية، وانتصب الشيب تمييزا.


= مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. ليلة: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وأتممناها: الواو حرف عطف، أتممناها: فعل ماض مبني على السكون، نا: ضمير في محل رفع فاعل، ها: ضمير في محل نصب مفعول به. بعشر: جار ومجرور متعلق بأتممناها. فتم: الفاء حرف عطف، تم: فعل ماض مبني على الفتح. ميقات: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف وربه: مضاف إليه، ورب مضاف والهاء: ضمير في محل جر مضاف إليه. أربعين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. ليلة: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {ليلة}، حيث جاءت تمييزا منصوبا مفردا في الموضعين.

(١) سبق إعرابها.