شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[2 - الخفض بالإضافة، وأنواعها]

صفحة 159 - الجزء 2

  هذا، والحروف التي ذكرها منها ما يجرُّ الظاهر والمضمر، وهي: «من» و «إلى» و «عن» و «على» و «في» و «الباء» و «اللام»، تقول: «اشتريت منه ومن زيد»، فدخلت على الضمير والظاهر، وقس الباقي.

  ومنها ما يختص بالظاهر، وهي: «رُبَّ»، ولا تجرُّ إلا النكرة، نحو: «رب رجل كريم لقيته». و «التاء»، وتختص بـ «الله» و «رب» مضافاً للكعبة أو لياء المتكلم، نحو: «تالله». و «مذ» و «منذ»، ويختصان بالزمان، نحو: «ما رأيته مذ يومين» أو «منذ يوم الجمعة»، و «الواو» وتختص بالمقسم به، لكن لا تختص بلفظ الجلالة ولفظ الرب مثل «التاء»، بل تدخل على كل ما يقسم به، نحو: «والله»، {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ(⁣١)}⁣[الفجر ١ - ٢] {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ(⁣٢)}⁣[المدثر ٣٣] {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا(⁣٣)}⁣[الشمس ١]. و «الكاف» و «حتى»، ولا يختصان بشيء، بل يجران كل ظاهر.

[٢ - الخفض بالإضافة، وأنواعها]

  ص: أَوْ بِإضَافَةٍ إِلَى اسْم عَلَى مَعْنَى الَّلام كَـ «غُلامِ زَيْدٍ»، أَوْ مِنْ كَـ «خَاتِمِ حَدِيدٍ»، أَوْ فِي كَـ {مَكْرُ اللَّيْلِ}⁣[سبأ ٣٣]، وَتُسَمَّى مَعْنَويَّةً؛ لأنَّهَا لِلتَعْرِيفِ أَوِ التَّخْصِيص، أَوْ بَإضَافَةِ الوَصْفِ إِلَى مَعْمُولِهِ، كـ {بَالِغَ الْكَعْبَةِ}⁣[المائدة ٩٥]،


(١) الإعراب: والفجر: الواو حرف قسم، الفجر: مقسم به مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وليال: الواو حرف عطف، ليال: معطوف مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة. عشر: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {والفجر وليال}، حيث جاءت «الواو» للقسم، ولم تختص بلفظ الجلالة؛ فكان المقسم به: {الفجر}، و {ليال}.

(٢) الإعراب: والليل: الواو حرف قسم، الليل: مقسم به مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. إذ: ظرف زمان ماض في محل نصب. أدبر: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير تقديره هو في محل رفع.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {والليل}، حيث جاءت «الواو» للقسم، ولم تختص بلفظ الجلالة؛ فكان المقسم به: {الليل}.

(٣) الإعراب: والشمس: الواو حرف قسم، الشمس: مقسم به مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وضحاها: الواو حرف عطف، ضحاها: معطوف مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة لأنه اسم مقصور، وضحى مضاف والها: ضمير في محل جر مضاف إليه.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {والشمس وضحاها}، حيث جاءت «الواو» للقسم، ولم تختص بلفظ الجلالة؛ فكان المقسم به: {الشمس}، و {ضحاها}.