شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[1 - اسم الفعل]

صفحة 162 - الجزء 2

الأسماء التي تعمل عمل الفعل

[١ - اسم الفعل]

  ص: بَابٌ: يَعْمَلُ عَمَلَ فِعْلِهِ سَبْعَةٌ: اسْمُ الفِعْلِ، كَـ «هَيْهَاتَ» وَ «صَهْ» وَ «وَيْ»، بِمَعْنَى: بَعُدَ وَ اسْكُتْ وَ أَعْجَبُ.

  ش: هذا باب ما يعمل عمل فعله، وهو سبعة، قد انتهت المرفوعات والمنصوبات والمخفوضات، وكان الأولى أن يأتي بالتوابع بعدها قبل هذا الباب، لكن لما كانت هذه السبعة تعمل عمل الفعل فتارة ترفع وتارة تنصب - فكأنها من لواحق المرفوعات والمنصوبات، فكان الأولى أن تقع قبل المخفوضات.

  وأولها: اسم الفعل، وهو للماضي والمضارع والأمر.

  فللماضي: «هيهات» بمعنى بَعُد، قال الشاعر:

  ٤٤ - فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيقُ وَمَنْ بهِ ... وهَيْهَاتَ خِلٌّ بالْعَقيقِ نُواصِلُهْ⁣(⁣١)

  فـ «العقيق» فاعل في الأول، و «خلٌّ» في الثاني.

  وللأمر: «صَهْ» بمعنى اسكت، وفاعله مستتر فيه، تقديره: أنت.

  وللمضارع: «وَيْ» بمعنى أعجب، قال تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(⁣٢)}⁣[القصص ٨٢].


(١) اللغة والمعنى: هيهات: اسم فعل ماضٍ بمعنى بعد. العقيق: مكان بالحجاز. خل: خليل وصديق. نواصله: نصله من المواصلة والوصال. يقول الشاعر: بَعُدَ عنا كثيرا ذلك الموضع ومن يقطن به من الأحباب والأصدقاء، وبعد الصديق الذي كنا نأنس به، ويصلنا ونصله.

الإعراب: هيهات: اسم فعل ماضٍ بمعنى بعد. هيهات: توكيد للأول. العقيق: فاعل هيهات الأول. وهيهات الثاني لا فاعل له؛ لأنه إنما أتى به لتقوية معنى البعد المسند إلى العقيق. ومن: الواو عاطفة، من: اسم موصول معطوف على العقيق في محل رفع. به: متعلق بمحذوف صلة الاسم الموصول. وهيهات: الواو عاطفة. هيهات: اسم فعل ماضٍ. خل: فاعل هيهات الأخير مرفوع. بالعقيق: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لـ «خل». نواصله: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن، والهاء: في محل نصب مفعول به.

الشاهد فيه: قوله: «هيهات هيهات العقيق ... هيهات خل»، حيث جاءت «هيهات» اسم فعل ماضٍ بمعنى: «بَعُدَ»، وقد عَمِلَ عَمَلَ الفعل الذي بمعناه.

(٢) الإعراب: ويكأنه: وي: اسم فعل مضارع بمعنى أعجب، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، =